وقال أحمد بنُ عبدان الشّيرازي: هو أكثرُ حديثًا من محمد بن محمد الباغَنْدي، ولا يتقدَّمه أحدٌ في الدِّراية (٢).
وقال البَرْقاني: قال لي الفقيه أبو بكر الْأبهري: كنتُ عند ابن صاعِد، فجاءتْهُ امرأة فقالت: ما تقول في بئرٍ سقطت فيها دجاجةٌ فماتت، هل الماء طاهرٌ أو نجس؟ فقال: ويحك كيف وقعت؟ ! ألا غطَّيتها حتى لا يقع فيها شيء؟ . فقلت لها: إنْ كان الماءُ لم يتغيَّر فهو طاهر. يُشير الأبهري إلى أنَّه لم يكن فقيهًا، وليس الأمر كذلك. قال الخطيب: كان ابنُ صاعد ذا محلٍّ من العلم، وله تصانيف في السُّنن والأحكام، لعلَّه لم يُجب المرأةَ تورُّعًا، فإنَّ المسألةَ فيها خلاف (٣).
وقال أبو علي النَّيْسابوري: لم يكن بالعراق في أقران ابن صاعِد أحدٌ في فهمه، والفهمُ عندنا أجلُّ من الحفظ، وهو فوقَ ابنِ أبي داود في الفهم والحفظ (٤).
وقال أبو بكر بنُ عبدان: سُئل الجِعَابي: أكان ابنُ صاعد يحفظ؟ فتبسَّم وقال: لا يُقال لأبي محمد: يحفظ، كان يَدْري (٥).
مات في ذي القَعْدة سنةَ ثمان عشرة وثلاث مئة.
(١) سير أعلام النبلاء: ١٤/ ٥٠٣. (٢) تاريخ بغداد: ١٤/ ٢٣٣. (٣) تاريخ بغداد: ١٤/ ٢٣٢ - ٢٣٣. (٤) تاريخ بغداد: ١٤/ ٢٣٣. (٥) المصدر السابق.