ومجاز الآية: إنّي أنا أخوك بدل أخيك (١) المفقود {فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. فلا تشتك ولا تحزن لشيء سلف من إخوتك إليك في نفسك، وفي أخيك من أمّك، وما كانوا يفعلون قبل اليوم بك (٢).
ثم أوفى يوسف - صلى الله عليه وسلم - لإخوته الكيل، وحَمَّل لهم بعيرًا، بعيرًا، وَحَمَّل لبنيامين بعيرًا باسمه كما حَمَّل لهم، ثم أمر بِسِقاية الملك فجعلت في رحل (٣) بنيامين.
قال السدي: جعل السقاية في رحل أخيه، والأخ لا يشعر (٤).
وقال كعب: لما قال له: إنّي أنا أخوك. فقال له بنيامين: فأنا لا أفارقك. قال يوسف: قد علمت اغتمام والدي بي، وإذا حبستك ازداد (٥) غمّه، ولا يمكنني هذا إلا بعد أن أشهرك بأمر فظيع وأنسبك إلى ما لا يَجمل (٦). قال: لا أبالي، فافعل ما بدا لك، فإني لا أفارقك.
= حبيب" (١٢٤ أ)، "البسيط" للواحدي (١٤٧ ب). وقاله ابن إسحاق، أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ١٧٠، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ٢١٧٠. (١) في (ن): أخوك. (٢) انظر: "جامع البيان" للطبري ١٦/ ١٧١. (٣) زيادة من (ن)، (ك). (٤) نظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٢٦٠. (٥) في (ن): زاد. (٦) في (ن): أمر يجمل بك.