للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المكي، عن أبي [١] رفاعة الزّرَقي، عن أبيه قال: لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون، قال رسول الله : "استووا حتى أثني على ربي ﷿". فصاروا خلفه صفوفا، فقال: "اللَّهم، لك الحمد [٢] كله. اللهم، لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هاديَ لمن أضللتَ، ولا مُضِلّ لمن هَدَيتَ، ولا مُعطِيَ لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت. اللَّهم؛ ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك. اللَّهم؛ إلى أسألك النعيم المقيم الذي لا يَحول ولا يَزُول. اللَّهم؛ إلى أسألك النعيم يوم العَيلة، والأمن يوم الخوف. اللهم، إني [٣] عائذ بك من شر ما أعطيتنا، ومن شر ما منعتنا. اللهم؛ حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشداين. اللَّهم، توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين. اللَّهم، قاتل الكفرة الذين يكذبون رسللك ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجْزَك وعذابك. اللَّهم، قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب، إلَهَ الحق".

ورواه النسائي في اليوم والليلة عن زياد بن أيوب، عن مَروان بن معاوية، عن عبد الواحد بن أيمن، عن عُبيد بن رفاعة، عن أبيه، به (٣٠).

وفي الحديث المرفوع: "من سرته حسنته وساءته سيئتة فهو مؤمن" (٣١).

ثم قال: ﴿فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً﴾ أي: هذا العطاء الذي منحكموه هو فضل منه عليكم ونعمة من لدنه.

﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ أي: عليم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الغواية، حكيم في


= كلهم من طريق عبد الواحد بن أيمن عن عبيد بن رفاعة -في الحلية بن دفيعة- ولعله تصحيف - عن أبيه به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي؛ بأنهما لم يخرجا لعبيد، وهو ثقة، والحديث مع نظافة إسناده منكر أخاف ألا يكون موضوعًا رواه عن خلاد بن أبي سبرة.
قال الألباني في تعليقه على فقه السيرة (٢٧٥): ولم أعرف لقوله وجهًا.
قال الهيثمي في المجمع (٦/ ١٢٥): رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح.
(٣٠) - ينظر تخريج الحديث السابق.
(٣١) - أخرجه أحمد (١/ ٢٦) قال: ثنا جرير - وهو ابن عبد الحميد عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة، قال: خطب عمر الناس بالجابية … فذكر حَديثًا طويلًا وفي آخره "ومن كان منكم تسره حسنته. " إلخ، ورجاله كلهم ثقات. =