يقال لها: الفاتحة، أي: فاتحةُ الكتاب خطًّا، وبها تفتح [١] القراءة في الصلوات [٢]، ويقال لها أيضًا:(أم الكتاب) عند الجمهور، كرهه [٣] أَنس. والحسن وابن سيرين كرها تسميتها بذلك.
قال الحسن وابن سيرين: إنما ذلك اللوح المحفوظ.
وقال الحسن: الآيات المحكمات هن أم الكتاب. ولذا [٤] كرها أيضًا أن يقال لها: (أم القرآن).
وقد ثبت في الصحيح عند التِّرمِذي، وصححه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: "الحمد لله رب العالين أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، والقرآن العظيم"(١).
ويقال لها:(الحمد) ويقال لها: (الصلاة)؛ لقوله ﷺ عن ربه:"قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي … "(٢). الحديث.
فسُميت الفاتحة صلاة لأنها شرط فيها، ويقال لها:(الشفاء)، لما رواه الدارمي عن أبي سعيد مرفوعًا:"فاتحة الكتاب شفاء من كل سُم"(٣).
(١) - صحيح، رواه البخاري في تفسير القرآن برقم (٤٧٠٤) ولفظه: "أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم"، ورواه أبو داود باللفظ الذي أورده ابن كثير في كتاب الصلاة، باب: فاتحة الكتاب برقم (١٤٥٧) دون قوله: "والقرآن العظيم"، ورواه التِّرمِذي في كتاب تفسير القرآن، باب: ومن سورة الحجر برقم (٣١٢٤) دون قوله: "رب العالمين" و"والقرآن العظيم". (٢) - صحيح، رواه مسلم في الصلاة برقم (٣٩٥)، وأَبو داود في الصلاة، باب: من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب (٨٢١)، والتِّرمِذي في التفسير، باب: سورة الفاتحة برقم (٢٩٥٣)، والنسائي في الافتتاح، باب: ترك القراءة بفاتحة الكتاب رقم (٩٠٩)، ورواه ابن ماجة في الأدب، باب: ثواب القرآن رقم (٣٧٨٤)، ورواه مالك في النداء للصلاة برقم (١٨٩)، ورواه أحمد ٧٢٨٩، ٧٨٢٣، ٩٩٣٤ - (٢/ ٢٤١، ٢٨٥، ٤٦٠)، والبيهقي في الشعب ٢٣٦١ - (٢/ ٤٤٥ - ٤٤٦). (٣) - تبع الحافظُ ابن كثير - القرطبيَّ في عزوه الحديث للدارمي، والذي في الدارمي: "فاتحة الكتاب =