الحاقةُ من أسماء يوم القيامة؛ لأنَّ فيها يَتَحقَّقُ الوَعدُ والوَعيد؛ ولهذا عَظّم تعالى أمرَها فقال: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ﴾.
ثم ذكر تعالى إهلاكه الأمم المكذبين بها فقال تعالى: ﴿فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ﴾، وهي الصيحة التي [أسكتتهم][١]، والزلزلة التي [أسكنتهم][٢]. هكذا قال قتادة: الطاغية الصيحة. [وهو اختيار ابن جرير][٣]. وقال مجاهد: الطاغية: الذنوب. وكذا قال الرَّبيع بن أنس، وابن زيد: إنَّها الطغيان، وقرأ ابن زيد: ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا﴾. وقال السدي: ﴿فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ﴾ [][٤] يعني: عاقر الناقة.
﴿وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ﴾، أي: باردة. قال قتادة، والربيع، والسدي، والثوري: ﴿عَاتِيَةٍ﴾، أي: شديدة الهبوب. قال قتادة: عتت عليهم حتى نَقَّبت عن أفئدتهم. وقال الضَّحَّاك: ﴿صَرْصَرٍ﴾: باردة، ﴿عَاتِيَةٍ﴾: عتت عليهم بغير رحمة ولا بركة. وقال [علي وغيره: عتت][٥] على الخزنة فخرجت بغير حساب.
﴿سَخَّرَهَا عَلَيهِمْ﴾ أي: سلطها عليهم ﴿سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا﴾ أي: كوامل متتابعات مشائيم. قال ابن مسعود، وابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، والثوري، وغيرهم:
[١]- ز، خ: أسكنتهم. [٢]- في ز، خ: أسكتتهم. [٣]- سقط من ز، خ. [٤]- في ز، خ: قال. [٥]- سقط من خ.