ذكر ما ورد في فضلها والعشر الآيات من أولها وآخرها وأنها عصمة من الدجال.
قال [١] الإِمام أحمد (١): حدَّثنا محمد بن جعفر، حدَّثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: قرأ رجل الكهف وفي الدار دابة فجعلت تنفر، فنظر فإذا ضبابة، أو: سحابة، قد غشيته، فذكر ذلك للنبي ﷺ فقال:"اقرأ فلان، فإنها السكينة تنزلت عند القرآن، أو: "تنزلت للقرآن" أخرجاه في الصحيحين من حديث شعبة له. وهذا الرجل الذي كان يتلو هو أسيد بن الحضير كما تقدم في تفسير سورة [٢] البقرة.
وقال الإِمام أحمد (٢): حدَّثنا يزيد، أخبرنا همام بن يحيى، عن قَتَادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي الدرداء، عن النبي ﷺ قال: "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال". رواه مسلم [وأَبو داود، والنَّسائي، والتِّرمِذي][٣] من حديث قتادة به، و [٤] لفظ التِّرمِذي: "من حفظ الثلاث الآيات من أول الكهف" و [٥] قال: حسن صحيح.
طريق أخرى: قال أحمد: حدَّثنا حجاج، حدَّثنا شعبة، عن قَتَادة، سمعت سالم بن أبي الجعد يحدث، عن معدان، عن أبي الدرداء، عن النبي ﷺ قال:
(١) أخرجه أحمد (٤/ ٢٨١، ٢٨٤). وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب المناقب باب: علامات النبوة في الإسلام (٣٦١٤)، ومسلم في صحيحه -كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب: نزول السكينة لقراءة القرآن (٢٤١) (٧٩٥). (٢) رجاله رجال الشيخين غير معدان بن أبي طلحة فمن رجال مسلم. أخرجه أحمد (٦/ ٤٤٩)، وأخرجه مسلم في صحيحه -كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب: فضل سورة الكهف وآية الكرسي (٢٥٧) (٨٠٩)، وأبو داود -كتاب الملاحم: كتاب: خروج الدجال. (٤٣٢٣). والنَّسائي في الكبرى -كتاب عمل اليوم والليلة، باب: ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر ثوبان فيما يجير من الدجال (٦/ ٢٣٦)، وكتاب فضائل القرآن، باب: الكهف - (٨٠٢٥) (٥/ ١٥) بلفظ "من قرأ عشر آيات … "، والترمذي -كتاب فضائل القرآن، كتاب: ما جاء في فضل سورة الكهف (٢٨٨٦)، ولفظه "من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف … "، وقال: "حديث حسن صحيح".