الهماز بالقول، واللماز بالفعل. يعني يزدري بالناس ويتنقص بهم. وقد تقدم بيان ذلك في قوله: ﴿هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ﴾.
قال [١] ابن عباس: ﴿هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ﴾: طعان معياب [٢]. وقال الربيع بن أنس: الهُمزة: همزه [٣] في وجهه، ولمَزه [٤]: من خلفه. وقال قتادة:[همزه ولمزه][٥]، بلسانه وعينه، ويأكل لحوم الناس، ويطعنُ عليهم. وقال مجاهد: الهمزة باليد والعين، واللّمزةُ باللسان. وهكذا قال ابن زيد.
[وقال مالك][٦]: عن زيد بن أسلم: هُمَزة لحومِ الناس.
ثم قال بعضهم: المراد بذلك الأخنس بن شريق، وقيل: غيره. وقال مجاهد: هي عامة. وقوله: ﴿الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ﴾ أي: جمعه بعضه على بعض، وأحصى عدده كقوله: ﴿وَجَمَعَ فَأَوْعَى﴾. قاله السدي وابن جرير.
وقال محمد بن كعب في قوله: ﴿الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ﴾، ألهاه ماله بالنهار، هذا إلى هذا، فإذا كان الليل نام كأنه جيفة.
وقوله: ﴿يَحْسَبُ أَنَّ مَالهُ أَخْلَدَهُ﴾، أي: يظن أن جمعه [٧] المال يخلده في هذه الدار
[١]- سقط من ز. [٢]- في ز: نصاب. [٣]- في ت: يهمزه. [٤]- في ت: واللمزة. [٥]- في ت: يهمزه ويلمزه. [٦]- في ز، خ: وقيل ذلك. [٧]- في ز: جمع.