وقوله: ﴿وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا﴾، يعني: الجنة وما فيها من المآكل والمشارب، والملابس والمساكن، والمناكح والملاذ والمناظر، وما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
قال الإِمام أحمد (١٤٨): حدثنا موسى بن داود، حدثنا فُليح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله ﷺ في التوراة. قال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وحرزًا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل [لست بفظٍّ][١] ولا غليظ ولا سخاب [٢][في الأسواق][٣]، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضَه الله [٤] حتى [يقيمَ به][٥] الملة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، فيفتح بها أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غلفًا.
وقد رواه البخاري في "البيوع" عن محمد بن سنان، عن فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، به. ورواه في التفسير عن عبد الله -قيل: ابن رجاء، وقيل: ابن صالح- عن عبد العزيز بن أبي سلمة، عن هلال، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو، به. ورواه ابن أبي حاتم، عن أبيه، عن عبد الله بن رجاء، عن عبد العزيز بن [أبي سلمة][٦] الماجشون به.
وقال البخاري في البيوع: وقال سعيد عن هلال عن عطاء عن عبد الله بن سلام.
وقال وهب بن منبه: إن الله أوحى إلى نبيٍّ من أنبياء بني إسرائيل - يقال له: شعياء -: "أن قم في قومك بني إسرائيل، فإني [٧] منطق لسانك بوحي وأبعث أميًّا من الأميين، أبعثه