وقال الإِمام أحمد (١٠٩): حدَّثنا عفان، حدَّثنا [عبد الرحمن بن إبراهيم][١]، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة ﵁ قال: كان النبي ﷺ يسير في طريق مكة، فأتى على جُمْدان (*). فقال: هذا جمدان، سيروا فقد سبق المفرّدون قالوا: وما المُفرِّدون؟ قال: "الذاكرون الله كثيرًا". ثم قال: "اللهم، اغفر للمحلقين". قالوا" والمقصرين؟ قال:"اللهم، اغفر للمحلقين". قالوا: والمقصرين؟ قال: والمقصرين".
تفرد به من هذا الوجه، ورواه مسلم دون آخره.
وقال الإِمام أحمد (١١٠): حدَّثنا حُجَين [٢] بن المثنى، حدَّثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن زيد بن أبي زياد -مولى عبد الله بن عَيَّاش [٣]، بن أبي ربيعة - أنَّه بلغه عن معاذ بن جبل ﵁، أنه قال: قال رسول الله ﷺ: "ما عمل آدميٌّ من عملًا قطُّ أنجى له من عذاب الله من ذكر الله".
وقال معاذ: قال رسول الله ﷺ: "ألا أخبركم بخير أعمالكم [لكم][٤] و [٥] أزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من تعاطي الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم غدًا [٦] فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ ". قالوا: بلى، يا رسول الله. قال: "ذكر الله ﷿".
وقال الإِمام أحمد (١١١): حدَّثنا حسن، حدَّثنا ابن لهيعة، حدَّثنا زَبَّان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أَنس الجهني، عن أبيه، عن رسول الله ﷺ: أن رجلًا سأله فقال: أيّ المجاهدين أعظم أجرًا يا رسول الله؟ فقال: "أكثرهم لله ذكرًا". قال: فأيّ
(١٠٩) - المسند (١/ ٤١٢)، وأخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، حديث (٢٦٧٦) من طريق روح بن القاسم عن العلاء به. دون قوله: "ثم قال: اللهم اغفر للمحلقين. .. إلخ". (*) جمدان: جبل على بعد ليلة من المدينة. (١١٠) - المسند (٥/ ٢٣٩)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٧٦٠): رجاله رجال الصحيح إلا أن زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش لم يدرك معاذًا. (١١١) - المسند (٣/ ٤٣٨)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٧٧): رواه أحمد، والطبراني … وفيه زبان بن فائد وهو ضعيف وقد وثق وكذلك ابن لهيعة، وبقية رجاله ثقات.