للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصائمين أكثر أجرًا؟ قال: "أكثرهم لله ذكرًا". ثم ذكر الصلاة والزكاة والحج والصدقة، كل ذلك قول رسول الله : "أكثرهم لله ذكرًا". فقال أبو بكر لعمر : ذهب الذاكرون بكل خير! فقال رسول الله : "أجل".

وسنذكر بقية الأحاديث الواردة في كثرة الذكر عند قوله تعالى في هذه السورة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا. .. ﴾ الآية. إن شاء الله تعالى.

وقوله: ﴿أَعَدَّ اللَّهُ [١] لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ ل، أي: هيأ لهم منه لذنوبهم مغفرة وأجرًا عظيمًا وهو الجنَّة.

﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (٣٦)

قال العوفي، عن ابن عبَّاس، قوله: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ﴾ الآية. وذلك أن رسول الله انطلق ليخطب على فتاه زيد بن حارثة، فدخل على زينب بنت جحش الأسدية فخطبها، فقالت: لست بناكحته. فقال رسول اللَّه : "بل فانكحيه". قالت: يا رسول الله؛ أؤامر في نفسي؟ فبينما هما يتحادثان أنزل الله هذه الآية على رسوله : ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا … ﴾ الآية. قالت: قد رضيته لي منكحًا يا رسول الله؟ قال: نعم. قالت: إذا لا أعصي رسولَ الله ، قد أنكحته نفسي.

وقال ابن لهيعة، عن ابن أبي عمرة، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس، قال: خطب رسول الله زينب بنت جحش لزيد بن حارثة، فاستنكفت (*) منه، وقالت: أنا خير منه حسبًا -وكانت امرأة فيها حدة- فأنزل الله ﷿: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ.﴾ الآية كلها.

وهكذا قال مجاهد، وقَتَادة، ومقاتل بن حيان: إنها نزلت في زينب بنت جحش حين خطبها رسول الله على مولاه زيد بن حارثة، فامتنعت ثم أجابت.

وقال عبد الرحمن بن زدد بن أسلم: نزلت في أم كلثوم بنت عقبة بن أبي مُعَيط، وكانت


(*) استنكف من الشيء: امتنع عنه بكثير.