الصائمين أكثر أجرًا؟ قال:"أكثرهم لله ذكرًا". ثم ذكر الصلاة والزكاة والحج والصدقة، كل ذلك قول رسول الله ﷺ:"أكثرهم لله ذكرًا". فقال أبو بكر لعمر ﵄: ذهب الذاكرون بكل خير! فقال رسول الله ﷺ: "أجل".
وسنذكر بقية الأحاديث الواردة في كثرة الذكر عند قوله تعالى في هذه السورة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا. .. ﴾ الآية. إن شاء الله تعالى.
وقوله: ﴿أَعَدَّ اللَّهُ [١] لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ ل، أي: هيأ لهم منه لذنوبهم مغفرة وأجرًا عظيمًا وهو الجنَّة.
قال العوفي، عن ابن عبَّاس، قوله: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ﴾ الآية. وذلك أن رسول الله ﷺ انطلق ليخطب على فتاه زيد بن حارثة، فدخل على زينب بنت جحش الأسدية فخطبها، فقالت: لست بناكحته. فقال رسول اللَّه ﷺ:"بل فانكحيه". قالت: يا رسول الله؛ أؤامر في نفسي؟ فبينما هما يتحادثان أنزل الله هذه الآية على رسوله ﷺ: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا … ﴾ الآية. قالت: قد رضيته لي منكحًا يا رسول الله؟ قال: نعم. قالت: إذا لا أعصي رسولَ الله ﷺ، قد أنكحته نفسي.
وقال ابن لهيعة، عن ابن أبي عمرة، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس، قال: خطب رسول الله ﷺ زينب بنت جحش لزيد بن حارثة، فاستنكفت (*) منه، وقالت: أنا خير منه حسبًا -وكانت امرأة فيها حدة- فأنزل الله ﷿: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ.﴾ الآية كلها.
وهكذا قال مجاهد، وقَتَادة، ومقاتل بن حيان: إنها نزلت في زينب بنت جحش حين خطبها رسول الله ﷺ على مولاه زيد بن حارثة، فامتنعت ثم أجابت.
وقال عبد الرحمن بن زدد بن أسلم: نزلت في أم كلثوم بنت عقبة بن أبي مُعَيط، وكانت