(حديث آخر): وقال الإِمام أحمد أيضًا (٧٤): حدَّثنا محمد بن مصعب، حدثنا الأوزاعي، حدَّثنا شداد أَبو [١] عَمار قال: دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم، فذكروا علي ﵁ فلما قاموا قال لي: ألا أخبرك بما رأيتُ من رسول الله ﷺ؟ قلت." بلى. قال: أتيت فاطمة أسألها عن عليّ فقالت: تَوَجَّه إلى رسول الله ﷺ، فجلست أنتظره حتَّى جاء رسول الله ﷺ ومعه عليّ [٢] وحسن وحسين، آخذ كل واحد منهما بيده حتَّى دخل، فأدنى عليًّا وفاطمة وأجلسهما بين يديه، وأجلس حسنًا وحسينًا كل واحد منهما على فخذه، ثم لف عليهم ثوبه -أو قال: كساءه - ثم تلا هذه الآية: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾، "اللَّهُم؛ هؤلاء أهل بيتي، وأهل بيتي أحق".
وقد رواه أَبو جعفر بن جرير (٧٥) عن عبد الكريم بن [٣] أَبى عمير، عن الوليد بن مسلم، عن أبي عمرو الأوزاعي بسنده نحوه، زاد في آخره: قال واثلة: فقلت: وأنا، يا رسول اللَّه - صلى الله عليك - من أهلك؟ قال: "وأنت من أهلي". قال واثلة: إنها من أرجى ما أرتجي.
ثم رواه أيضًا (٧٦) عن عبد الأعلى بن واصل [٤]، عن الفضل بن دكين، عن عبد السلام بن حرب، عن كلثوم المحاربي، عن شداد أبي [٥] عمار قال [٦]: إني لجالس عند واثلة بن الأسقع، إذ ذكروا عليًّا فشتموه، فلما قاموا قال: اجلس حتَّى أخبرك عن الذي شتموه: إني عند رسول الله ﷺ إذ جاء على وفاطمة وحسن وحسين فألقى ﷺ عليهم كساء له، ثم قال: "اللهم؛ هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا". قلت: يا رسول الله؟ وأنا؟ قال: "وأنت". قال: فوالله إنها لأوثق عملي عندي.
[حديث آخر][٧]: قال الإِمام أحمد (٧٧): حدَّثنا عبد الله بن نمير، حدَّثنا عبد الملك بن
(٧٤) - المسند (٤/ ١٠٧)، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٧/ ٥٠١) عن محمد بن مصعب به، وأخرجه الحاكم (٢/ ٤١٦) والبيهقي في السنن (٢/ ١٥٢) من طريق الوليد بن مزيد عن الأوزاعي به. وانظر الحديثين التاليين. (٧٥) - تفسير الطبري (٢٢/ ٧). (٧٦) - تفسير الطبري (٢٢/ ٦، ٧). (٧٧) - المسند (٦/ ٢٩٢) وللحديث طرق أخرى عن أم سلمة يأتي تخريجها عند المصنف.