وهكذا روى ابن أبي حاتم قال [١]: حدثنا علي بن حرب الموصلي، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا حسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة عن ابن عباس في قوله: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيتِ﴾، قال: نزلت في نساء النبي ﷺ خاصة.
وقال عكرمة: من شاء باهلته (*) أنها نزلت في أزواج النبي ﷺ(٧١).
فإن كان المراد أنهن كن سبب النزول دون غيرهن فصحيح، وإن أريد أنهن المراد فقط دون غيرهن، ففي هذا نظر؛ فإنه قد وردت أحاديث تدل على أن المراد أعم من ذلك:
(الحديث الأول): قال الإمام أحمد (٧٢): حدثنا عفان، حدثنا حماد، أخبرنا علي بن زيد، عن أنس بن مالك ﵁ قال: إن رسول الله ﷺ كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر، يقول: الصلاة يا أهل البيت، ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾.
ورواه الترمذي عن عبد بن حميد عن عفان به، وقال: حسن غريب.
(حديث آخر)، قال ابن جرير (٧٣): حدثنا ابن وكيع، حدثنا أبو نعيم، حدثنا يونس بن أبي إسحاق، أخبرني أبو داود، عن أبي الحمراء قال: رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد رسول الله ﷺ، [قال: رأيت رسول الله ﷺ][٢] إذا طلع الفجر، جاء إلى باب عليّ وفاطمة فقال: "الصلاة الصلاة، ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾.
أبو داود الأعمى هو نفيع [٣] بن الحارث كذّاب.
(*) بأهل القومُ بعضُهم بعضًا: اجتمعوا وتداعَوا، فاستنزلوا لعنة الله على الظالم منهم. (٧١) - عزاه السيوطي في الدر المنثور (٥/ ٣٧٦) إلى ابن أبي حاتم وابن عساكر. (٧٢) - المسند (٣/ ٢٨٥)، وأخرجه عبد بن حميد (١٢٣٠ منتخب) - وعنه الترمذي في السنن، كتاب تفسير القرآن، باب: ومن سورة الأحزاب حديث (٣٢٠٦) - عن عفان به. وأخرجه أحمد (٣/ ٢٥٩) من طريق حماد بن سلمة به. (٧٣) - تفسير الطبري (٢٢/ ٦)، وزاد السيوطي في الدر المنثور (٥/ ٣٧٨) إلى ابن مردويه، وإسناد الحديث ضعيف جدًّا؛ نفيع بن الحارث أبو داود الأعمى متروك كذبه ابن معين، وهو من رجال التهذيب روى له الترمذي وابن ماجة.