للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبي سليمان، عن عصاء بن أبي رباح، حدثني منى سمع أم سلمة لذكر أن النبي كان في بيتها، فأتته فاطمة ببرمة فيها خزيرة (*)، فدخلت بها عليه فقال لها: "ادعي زوجك وابنيك [١] ". قالت: فجاء عليّ وحسن وحسين فدخلوا عليه، فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة، وهو على منامة (**) له على دكان تحته كساء خيبري، قالت: وأنا في الحجرة أصلى، فأنزل الله ﷿ هذه الآية: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ قالت: فأنزل فضل الكساء فغطاهم به، أخرج [٢] يده فألوى بها إلى السماء، ثم قال: "اللهم؛ هؤلاء أهل بيتي وحامَّتِي (* * *)، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا". قالت: فأخلت رأسي البيت، فقلت: وأنا معكم يا رسول الله؟ فقال: "إنك إلى خير إنك إلى خير".

في إسناده من لم يسم [٣] وهو شيخ عطاء وبقية رجاله ثقات.

(طريق أخرى)، قال الإِمام أحمد (٧٨): حدَّثنا محمد بن جعفر، حدَّثنا عوف، عن أبي المعدل [عطية] (* * **) الطفاوي، عن أبيه أن أم سلمة حدثته قالت: بينما رسول الله في بيتي يومًا؛ [إذ قالت] [٤] الخادم: إن فاطمة وعليًّا بالسدة (* * * * *) قالت: فقاله لي: قومي فتَنَحي عن أهل بيتي. قالت: فقمت فتنحيت في البيت قريبًا، فدخل علي وفاطمة، ومعهما الحسن والحسين، وهما صبيان صغيران، فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما، واعتنق عليًّا بإحدى يديه وفاطمة باليد الأخرى، وقبل فاطمة وقبل عليًّا، وأغدف [٥] (* * * * * *) عليهم خَميصَة سوداء وقال: (اللهم)؛ إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي". قالت: قلت [٦]: وأنا يا رسول الله؟ صلى الله عليك! قال: "وأنت".


(*) الخزيرة: لحم يقطع صغارًا ويصب عليه ماء كثير، فإذا نضح ذر عليه الدقيق.
(**) أي قطفة.
(* * *) في ت: خالتي، كذا في مطبوعة المسند، والمثبت من ز، خ، وكذا هو في مخطوطة المسند الأزهرية، وحامة الإنسان: خاصته ومن يقرب منه، وهو الحميم أيضًا. [النهاية: ١/ ٤٤٦].
(٧٨) - المسند (٦/ ٢٩٦)، وأخرجه في (٤/ ٣٠٦) عن عبد الوهاب بن عطاء عن عوف به.
(* * **) في ز، خ: عن عطية، وهو تحريف؛ لأن عطية هو نفسه أَبو المعدل.
(* * * * *) السدة كالظلة على الباب، لتقي الباب من المطر، وقيل: هي الباب نفسه، وقيل: الساحة بين يديه. النهاية [٢/ ٣٥٣].
(* * * * * *) أي: أرسلها وأصبلها.