للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: "إنما سمي الخضر؛ لأنه [١] جلس على فروة فإذا هي تهتز [من خلفه] [٢] خضراء".

والمراد بالفروة هاهنا: الحشيش اليابس، وهو: الهشيم من النبات. قاله عبد الرزاق. وقيل: المراد بذلك وجه الأرض.

وقوله: ﴿ذَلِكَ تَأْويلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيهِ صَبْرًا﴾، أي: هذا تفسير ما ضقت به ذرعًا، ولم تصبر حتى أخبرك به ابتداء، ولما أن فسره له وبينه، ووضحه وأزال المشكل، قال: ﴿تَسْطِعْ﴾ وقبل ذلك كان الإِشكال قويًّا ثقيلًا فقال: ﴿سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْويلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيهِ صَبْرًا﴾ فقابل الأثقل بالأثقل، والأخف بالأخف، كما قال: ﴿فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ﴾ وهو الصعود إلى أعلاه ﴿وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا﴾ وهو أشق من ذلك، فقابل كلًّا بما يناسبه لفظًا ومعنى، والله أعلم.

فإن قيل: فما بال فتى موسى ذكر في أول القصة ثم لم يذكر بعد ذلك؟ فالجواب: أن المقصود بالسياق إنما هو قصة موسى مع الخضر، وذكر ما كان بينهما، وفتى موسى معه تبع، وقد صرح في الأحاديث المتقدمة في الصحاح وغيرها أنه يوشع بن نون، وهو الذي كان يلي بني إسرائيل بعد موسى وهذا يدلّ على ضعف ما أورده ابن جرير في تفسيره حيث قال (١٠٤):

حدثنا ابن حميد، حدثنا سلمة، حدثني ابن إسحاق، عن الحسن بن عمارة، عن أبيه، عن عكرمة، قال: قيل لابن عباس: لم نسمع لفتى موسى بذكر من حديث وقد كان معه؟ فقال ابن عباس فيما يذكر من حديث الفتى، قال: شرب الفتى من الماء فخلد [٣]، فأخذه [٤] العالم فطابق به سفينة، ثم أرسله في البحر، فإنها لتموج [٥] به إلى ورم القيامة، وذلك أنه لم يكن له أن يشرب منه فشرب. إسناد ضعيف، الحسن [٦] متروك، وأبوه غير معروف.


= (٣٤٠٢) - (٦/ ٤٣٣) حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني أخبرنا ابن المبارك عن معمر عن همام به.
(١٠٤) أخرجه ابن جرير في تفسيره - (١٥/ ٢٨١).