ورجح آخرون من المحدثين وغيرهم خلاف ذلك، واحتجوا بقوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْد﴾، وبقول النبي ﷺ[يوم بدر][١]: "اللهم؛ إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض"(١٠٠). وبأنه لم ينقل أنه [٢] جاء إلى رسول الله ﷺ، [ولا حضر عنده، ولا قاتل معه، ولو كان حيًّا لكان من أتباع النبي ﷺ][٣] وأصحابه؛ لأنه ﵇ كان مبعوثًا إلى جميع الثقلين؛ الجنّ [٤] والإِنس، وقد قال (١٠١): " لو كان موسى وعيسى حيين ما وسعهما إلا اتباعي". وأخبر قبل موته بقليل أنه لا يبقى ممن هو على وجه الأرض، إلى مائة سنة من ليلته تلك عين تطرف، إلى غير ذلك من الدلائل.
قال الإِمام أحمد (١٠٢): حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا ابن المبارك، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ[في الخضر - قال][٥]: "إنما سمي خضرًا لأنه جلس على فروة بيضاء، فإذا هي تحته تهتز [٦] خضراء". ورواه أيضًا [عن][٧] عبد الرزاق.
وقد ثبت أيضًا [٨] في صحيح البخاري (١٠٣) عن همام، عن أبي هريرة أن رسول الله
(١٠٠) أخرجه مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب: الإمداد بالملائكة في غزوة بدر وإباحة الغنائم (١٧٦٣) والترمذي في كتاب تفسير القرآن، باب: "ومن سورة الأنفال" - (٣٠٨١) (٥/ ٢٥١ - ٢٥٢). وأحمد (١/ ٣٠، ٣٢). من طرق عن عكرمة بن عمار قال: حدثنا أبو زميل سماك الحنفي، قال: سمعت ابن عباس قال: حدثني عمر بن الخطاب قال … فذكر الحديث مطولًا في قصة يوم بدر. (١٠١) قال الألباني في "حاشية العقيدة الطحاوية": "هو حديث محفوظ دون ذكر عيسى فيه - انظر ما تقدم [سورة يوسف / آية ٣] فإنه منكر عندي لم أره في شيء من طرقه وهي مخرجة في "الإرواء" (١٥٨٩). (١٠٢) أخرجه أحمد (٢/ ٣١٢)، وأخرجه أيضًا - (٢/ ٣١٨). والترمذي -كتاب التفسير، باب: "ومن سورة الكهف" (٣١٥١) - (٥/ ٢٩٣)، وابن حبان في صحيحه - (٦٢٢٢) (١٤/ ١٠٨ - ١٠٩). من طريق عبد الرزاق عن معمر به. وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح". (١٠٣) أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الأنبياء، باب: "حديث الخضر مع موسى ﵉ =