للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بيده، ودعمه] [١] حتى ردّ ميله، وهذا خارق، فعند ذلك قال موسى له: ﴿لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيهِ أَجْرًا﴾، أي: لأجل أنهم لم يضيفونا كان ينبغي ألّا تعمل لهم مجانًا، ﴿قَال هَذَا فِرَاقُ بَينِي وَبَينِكَ﴾، [أي: لأنك شرطت عند قتل الغلام أنك إن سألتني عن شيء بعدها فلا تصاحبني، فهو فراق بيني وبينك] [٢] ﴿سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْويلِ﴾ أي بتفسير ﴿مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيهِ صَبْرًا﴾.

﴿أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (٧٩)

هذا تفسير ما أشكل أمره على موسى وما كان أنكر ظاهره، وقد أظهر الله الخضر على باطنه، فقال: إن [٣] السفينة إنما خرقتها لأعيبها؛ [لأنهم كانوا يمرون بها على ملك من الظلمة ﴿يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ﴾ صالحة، أي: جيدة ﴿غَصْبًا﴾ ﴿فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا﴾] [٤] لأرده عنها لعيبها، فينتفع بها أصحابها من المساكين، الذين لم يكن لهم شيء ينتفعون به غيرها، وقد قيل: إنهم أيتام.

[وقد] روى ابن جريج (٩٢) [٥] عن وهب بن سليمان عن شعيب الجبائي: أن اسم ذلك الملك هُدد بن بدد. وقد تقدم أيضًا في رواه البخاري (٩٣)، وهو مذكور في التوراة في ذرية العيص [بن إسحاق وهو] [٦] من الملوك المنصوص عليهم في التوراة، والله أعلم.

﴿وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَينِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (٨٠) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (٨١)

قد تقدم أن هذا الغلام كان اسمه: جَيسُور. وفي الحديث: عن ابن عباس، عن أبيّ بن كعب، عن النبي قال [٧]: "الغلام الذي قتله الحضر طبع يوم


(٩٢) أخرجه ابن جرير في تفسيره (١٦/ ٢) حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: ثنا حجاج عن ابن جريج قال: أخبرني وهب بن سليمان فذكره.
(٩٣) تقدم - (٨٧).