[بيده، ودعمه][١] حتى ردّ ميله، وهذا خارق، فعند ذلك قال موسى له: ﴿لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيهِ أَجْرًا﴾، أي: لأجل أنهم لم يضيفونا كان ينبغي ألّا تعمل لهم مجانًا، ﴿قَال هَذَا فِرَاقُ بَينِي وَبَينِكَ﴾، [أي: لأنك شرطت عند قتل الغلام أنك إن سألتني عن شيء بعدها فلا تصاحبني، فهو فراق بيني وبينك][٢] ﴿سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْويلِ﴾ أي بتفسير ﴿مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيهِ صَبْرًا﴾.
هذا تفسير ما أشكل أمره على موسى ﵇ وما كان أنكر ظاهره، وقد أظهر الله الخضر ﵇ على باطنه، فقال: إن [٣] السفينة إنما خرقتها لأعيبها؛ [لأنهم كانوا يمرون بها على ملك من الظلمة ﴿يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ﴾ صالحة، أي: جيدة ﴿غَصْبًا﴾ ﴿فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا﴾][٤] لأرده عنها لعيبها، فينتفع بها أصحابها من المساكين، الذين لم يكن لهم شيء ينتفعون به غيرها، وقد قيل: إنهم أيتام.
[وقد] روى ابن جريج (٩٢)[٥] عن وهب بن سليمان عن شعيب الجبائي: أن اسم ذلك الملك هُدد بن بدد. وقد تقدم أيضًا في رواه البخاري (٩٣)، وهو مذكور في التوراة في ذرية العيص [بن إسحاق وهو][٦] من الملوك المنصوص عليهم في التوراة، والله أعلم.