للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الإِمام أحمد (٣٥٦): حدثني الحسن بن سوار أبو العلاء، حدثنا ليث - يعني ابن سعد - عن معاوية بن صالح، أن عبد الرحمن بن جبير بن نفير حدثه، عن أبيه، عن النواس بن سمعان، عن رسول الله قال: "ضرب الله مثلًا صراطًا مستقيمًا، وعن جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس، ادخلوا الصراط المستقيم جميعًا [١] ولا تفرجوا [٢]، وداع يدعو من جوف الصراط، فإذا أراد الإِنسان أن يفتح شيئًا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه. فالصراط: الإِسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط [٣]: واعظ الله في قلب كل مسلم".

ورواه الترمذي والنسائي: عن علي بن حجر، زاد النسائي وعمرو بن عثمان كلاهما، عن بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن النواس بن سمعان به. وقال الترمذي: حسن غريب.

وقوله تعالى: ﴿فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ﴾ إنما وحد سبيله؛ لأن الحق واحد، ولهذا جمع السبل [٤]؛ لتفرقها وتشعبها، كما قال تعالى: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾.

وقال ابن أبي حاتم (٣٥٧): حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا سفيان بني حسين، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله : "أيكم يبايعني على هذه الآيات الثلاث؟ ". ثم تلا: ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ﴾ حتى فرغ من ثلاث آيات [٥]، ثم قال: "ومن وفى بهن [فأجره على] [٦] الله، ومن انتقص منهن شيئًا [فأدركه الله] [٧] في الدنيا كانت عقوبته،


(٣٥٦) - صحيح، "المسند" (٤/ ١٨٢)، وذكره المصنف عند تفسير [آية رقم (٦) من سورة الفاتحة] كما هنا وخرج هناك.
(٣٥٧) - إسناده ضعيف لضعف سفيان بن حسين فى الزهري، ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ٨٠٧٧) وقد تقدم تخريجه هنا برقم (٣٢١).