للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾. فأمر بالإحسان إليهما وإن كانا مشركين بحسبهما، وقال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ الآية، والآيات في هذا كثيرة، وفي الصحيحين (٣٢٧) عن ابن مسعود أنه [١] قال: سألت رسول الله أي العمل أفضل [٢]؟ قال: "الصلاة على وقتها"، قلت: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين". قلت: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله". قال ابن مسعود: حدثني بهن رسول الله ، ولو استزدته لزادني.

وروى الحافظ أبو بكر بن مردويه بسنده (٣٢٨): عن أبي الدرداء وعن عبادة بن الصامت، كل منهما يقول: أوصاني خليلي [رسول الله] [٣] : "أطع والديك وإن أمراك أن تخرج لهما من الدنيا فافعل".

ولكن في إسناديهما ضعف والله أعلم.

وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ﴾ لما أوصى [٤] تعالى


(٣٢٧) - صحيح، تقدم تخريجه [سورة البقرة/آية ٨٣].
(٣٢٨) - حديث عبادة بن الصامت تقدم تخريجه (٣٢٧)، أما حديث أبي الدرداء فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (١٨)، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (٢/ ٩١١)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (٤/ ١٥٢٤) مطولًا، وأخرجه ابن ماجه (٣٣٧١، ٤٠٣٤)، والبيهقي في "الشعب" (٥/ ٥٥٨٩) مختصرًا من طريق راشد أبي محمد الحماني، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء فذكره، وقال البوصيري: "إسناده حسن، وشهر مختلف فيه"، وعزاه الهيثمي في "المجمع" (٤/ ٢٢٠) إلى الطبراني وقال: "وفيه شهر بن حوشب، وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات" قلت: الراجح في شهر هذا ضعفه، وقد ضعف هذا الإسناد ابن حجر في "التلخيص" (٢/ ١٥٥) لكن للحديث شواهد يتقوى بها منها حديث معاذ بن جبل عند أحمد (٥/ ٢٣٨) وفي سنده انقطاع، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (٢٠ / رقم ١٥٦)، وفي "الأوسط" (٨/ ٨٩٥٦)، والمروزي (٩٢١) وفي إسناده عمرو بن واقد متروك، وأفحش الهيثمي فيه القول فقال في "المجمع" (٤/ ٢١٨) - وعزا الحديث لأحمد والطبراني - " … وإسناد الطبراني متصل، وفيه عمرو بن واقد القرشي وهو كذاب"، وشاهد آخر من حديث أميمة مولاة رسول الله أخرجه الطبراني (٢٤ / رقم ٤٧٩)، والحاكم (٤/ ٤١) وسكت عنه، وقال الذهبي: "سنده واهٍ"، وأبان علة =