للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجنة". والآيات والأحاديث في هذا كثيرة جدًّا. وروى ابن مردويه (٣٢٥): من حديث عبادة وأبي الدرداء: "لا تشركوا بالله شيئًا وإن قطعتم أو صلبتم أو حرقتم".

وقال ابن أبي حاتم (٣٢٦): حدثنا محمد بن عوف الحمصي، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا نافع ابن يزيد، حدثني سيار بن عبد الرحمن، عي يزيد بن قوذر، عن سلمة بن شريح، عن عبادة بن الصامت، قال: أوصانا رسول الله بسبع خصال: " [ألا تشركوا] [١] بالله شيئًا وإن حرّقتم وقطعتم وصلبتم".

وقوله تعالى: ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ أي: وأوصاكم وأمركم بالوالدين إحسانا، [أي: أن تحسنوا إليهم، كما قال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا] [٢]﴾، وقرأ بعضهم: ﴿وَوَصَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [أي: أحسنوا إليهم] [٣]، والله تعالى كثيرًا ما [٤] يقرن بين طاعته وبر الوالدين، كما قال: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (١٤) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا


= كلامه لا اله إلا الله (١٢٣٨).
(٣٢٥) - أما حديث عبادة - فيأتي تخريجه بعد هذا - وحديث أبي الدرداء يأتي تخريجه برقم (٣٢٩).
(٣٢٦) - إسناده فيه جهالة، ابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ٨٠٥٨) - ومن طريقه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (٤/ رقم ١٥٢٢) - وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (٤/ ٧٥)، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (٢/ ٩٢٠) من طريق ابن أبي مريم به مطولًا وقال البخاري: "لا يعرف إسناده" قلت: سلمة بن شريح، قال الذهبي في "الميزان": "لا يعرف"، وتبعه ابن حجر في "اللسان". ويزيد بن قوذر لم يوثقه غير ابن حبان "الثقات" (٧/ ٦٢٦)، وذكره الهيثمي في "المجمع" (٤/ ٢١٩) وقال: رواه الطبراني وفيه سلمة بن شريح، قال الذهبي: "لا يعرف، وبقية رجاله رجال الصحيح" ومع أني لم أقف على إسناد الطبراني فأخشى أن يكون قول الهيثمي الأخير وهمًا، فإن أبا سعيد بن يونس أخرج الحديث في "تاريخ مصر" [ترجمة سلمة بن شريح] وقال: "لم يحدث بهذا الحديث غير سيار وحده - ولا يحدث عن سلمة غير يزيد بن قوذر" ومن فوق ابن أبي مريم - وهو سعيد بن الحكم ووهم من ظنه نوح بن أبي مريم - ليس لهما في الصحيح شيء، وقد عزا ابن حجر في "تلخيص الحبير" (٢/ ١٥٥) الحديث للطبراني، وضعف إسناده ويأتي تضعيف المصنف له عند رقم (٣٢٩). لكن للحديث شواهد يتقوى بها يأتي تخريجها عند الرقم المذكور.