الحواريون قيل: كانوا قصارين، وقيل [١]: سموا بذلك لبياض ثيابهم. وقيل: صيادين. والصحيح أن الحواري الناصر. كما ثبت في الصحيحين (١٢٣) أن رسول الله ﷺ لما ندب الناس يوم الأحزاب فانتدب الزبير، ثم ندبهم فانتدب الزبير ﵁، [ثم ندبهم فانتدب الزبير ﵁][٢]، فقال النبي ﷺ:"إن لكل نبي حواريًا وحواري الزبير".
وقال ابن أبي حاتم (١٢٤): حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا وكيع، حدثنا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس ﵄، في قوله: ﴿فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾ قال [٣]: مع أمة محمد ﷺ. وهذا إسناد جيد.
ثم قال تعالى مخبرًا عن ملإ [٤] بني إسرائيل فيما هموا به من [الفتك بعيسى][٥]، ﵇، وإرادته بالسوء والصلب، حين تمالئوا عليه، ووشوا به إلى ملك ذلك الزمان، وكان كافرًا، فأنهوا إليه أن هاهنا رجلًا يضل الناس، ويصدهم عن طاعة الملك، ويفسد [٦] الرعايا، ويفرق بين الأب وابنه، إلى غير ذلك مما تقلدوه في رقابهم، ورموه به من الكذب، وأنه ولد زانية حتى استثاروا غضب الملك، فبعث في طلبه من يأخذه ويصلبه وينكل به، فلما أحاطوا بمنزله، وظنوا أنهم قد ظفروا به، نجاه الله تعالى من بينهم، ورفعه من روزنة ذلك البيت إلى السماء، وألقى الله شبهه على رجل ممن [٧] كان عنده في المنزل، فلما دخل أولئك اعتقدوه في ظلمة الليل عيسى، ﵇، فأخذوه وأهانوه وصلبوه، ووضعوا على رأسه الشوك، وكان هذا من مكر الله بهم، فإنه نجى نبيه ورفعه من بين
(١٢٣) - أخرجه البخاري في كتاب الجهاد، باب: فضل الطليعة، حديث (٢٨٤٦)، وطرفه حديث (٤١١٣)، ومسلم في كتاب: فضائل الصحابة، حديث ٤٨ - (٢٤١٥) والترمذي في كتاب: المناقب، باب رقم (٢٥) حديث (٣٧٤٥)، والنسائي في "الكبرى" كتاب: المناقب (٥/ ٦٠) حديث (٨٢١١). وابن ماجه في المقدمة، باب: في فضائل أصحاب رسول الله ﷺ حديث (١٢٢)، والبيهقي في "الدلائل" (٣/ ٤٣١). (١٢٤) - رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٢/ ٢٩٤) رقم (٦٣٤)، وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (١١/ ٣٧٩) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن إسرائيل، به. وفيه سماك، صدوق، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بأخرة.