للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيئَةِ الطَّيرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٤٩) وَمُصَدِّقًا لِمَا بَينَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (٥٠) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (٥١)

يقول الله تعالى مخبرًا [١] عن تمام بشارة الملائكة لمريم بابنها، عيسى ،: إن الله يعلمه الكتاب والحكمة. الظاهر أن المراد بالكتاب هاهنا الكتابة، والحكمة تقدم [الكلام على] [٢] تفسيرها في سورة البقرة.

﴿وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ﴾: فالتوراة هو [٣] الكتاب الذي [أنزله الله] [٤] على موسى بن عمران، والإنجيل الذي [أنزله الله] [٥] على عيسى [ابن مريم] [٦] . وقد كان عيسى [٧] يحفظ هذا وهذا، وقوله: ﴿وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ أي: يجعله رسولًا إلى بني إسرائيل قائلًا لهم ﴿أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيئَةِ الطَّيرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيرًا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾. وكذلك كان يفعل؛ يصور من الطين شكل طير، ثم ينفخ فيه؛ فيطر عيانًا بإذن الله، ﷿، الذي جعل هذا معجزة له تدل [٨] على [أن الله] [٩] أرسله.

﴿وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ﴾ قيل: إنه [١٠] الذي يبصر نهارًا ولا يبصر ليلًا، وقيل بالعكس، وقيل: هو [١١] الأعشى. وقيل: الأعمش. وقيل: هو الذي يولد أعمى. وهو أشبه؛ لأنه أبلغ في المعجزة، وأقوى في التحدي ﴿وَالْأَبْرَصَ﴾ معروف.


[١]- سقط من: ز، خ.
[٢]- ما بين المعكوفتين زيادة من: ز، خ.
[٣]- زيادة من: ز، خ.
[٤]- في ت: "أنزل".
[٥]- في: "أنزل".
[٦]- ما بين المعكوفتين سقط من: ز، خ.
[٧]- سقط من: ز، خ.
[٨]- في ز، خ: "يدل".
[٩]- في ت: "أنه".
[١٠]- في خ: "هو".
[١١]- زيادة من: ز، خ.