هذه بشارة من الملائكة لمريم ﵍، بأن سيوجد منها ولد عظيم، له شأن كبير؛ قال الله تعالى: ﴿إِذْ قَالتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ﴾ أي: بولد يكون وجوده بكلمة من الله، أي: بقوله [٢] له: كن؛ فيكون.
وهذا تفسير قوله: ﴿مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ﴾ كما ذكره الجمهور على ما سبق بيانه ﴿اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ﴾ أي: يكون مشهورًا بهذا في الدنيا، يعرفه المؤمنون بذلك.
وسمي المسيح قال بعض السلف: لكثرة سياحته. وقيل: لأنه [٣] كان مسيح القدمين لا أخمص لهم. وقيل: لأنه كان إذا مسح أحدًا من ذوي العاهات برئ بإذن الله تعالى.
وقوله تعالى: ﴿عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ﴾ نسبة له [٤] إلى أمه، حيث لا أب له ﴿وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾ أي: له وجاهة ومكانة عند الله في الدنيا بما يوحيه الله إليه من الشريعة، وينزله عليه من الكتاب، وغير ذلك مما منحه الله [٥] به.
وفي الدار الآخرة يشفع عند الله فيمن يأذن له فيه، فيقبل منه أسوة بإخوانه [٦] من أولي العزم صلوات الله [وسلامه عليه وعليهم أجمعين][٧].
وقوله: ﴿وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا﴾ أي: يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له في حال صغره، معجزة وآية، [وفي حال][٨] كهولته [٩] حين يوحي الله إليه بذلك ﴿وَمِنَ
[١]- في خ: "صاعدا". [٢]- في خ: "يقول". [٣]- في ز: "إنه". [٤]- سقط من: ت. [٥]- سقط من: ز. [٦]- في ز، خ: "إخوته". [٧]- في ز، خ: "عليهم". [٨]- في ز، خ: "وحال". [٩]- في ز: "كهوليته".