أن هذا النوع يصلَّى سرداً، لا يجلس إلا في الركعة الخامسة، وفيه:(( ... يوتر من ذلك بخمس لا يجلس إلا في آخرها)) (١).
ثامناً: ثلاث ركعات يسلم من ركعتين ثم يوتر بواحدة؛ لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:((كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفصل بين الشفع والوتر بتسليم يُسمعناه)) (٢). وقد ثبت ذلك عن عبد الله بن عمر موقوفاً. فعن نافع:((أن عبد الله بن عمر كان يسلم بين الركعة والركعتين في الوتر حتى يأمر ببعض حاجته)) (٣).والموقوف يؤيد المرفوع. وسمعت شيخنا الإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز - رحمه الله - يقول عن الوتر بثلاث ركعات بسلامين:((هذا هو الأفضل لمن صلى ثلاثاً، وهي أدنى الكمال)) (٤).
تاسعاً: ثلاث ركعات سرداً - رضي الله عنه - لا يجلس إلا في آخرهن؛ لحديث أبي أيوب - رضي الله عنه - وفيه:((ومن أحبَّ أن يوتر بثلاثٍ فليفعلْ)) (٥)؛ ولحديث أُبيّ بن كعب - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الوتر بـ:{سَبّحِ اسْمَ رَبّكَ الأعلى}، وفي الركعة الثانية بـ:{قُلْ يَا أَيُّهَا الكافرون}، وفي الركعة الثالثة بـ:{قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ}، ولا يسلّم إلا في آخرهن، ويقول بعد التسليم:((سبحان الملك القدوس)) ثلاثاً (٦).لكن يصلي ثلاثاً سرداً يتشهد تشهداً واحداً في
(١) مسلم، برقم ٧٣٧، وتقدم تخريجه. (٢) ابن حبان [الإحسان]،برقم ٢٤٣٣، ٢٤٣٤،٢٤٣٥،وأحمد ٢/ ٧٦ عن عتاب بن زياد، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري،٢/ ٤٨٢: ((إسناده قوي)).قال الألباني - رحمه الله -: ((وله شاهد مرفوع ... عن عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر بركعة يتكلم بين الركعتين والركعة، هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين))،وعزاه لابن شيبة، انظر إرواء الغليل،٢/ ١٥٠. (٣) البخاري، كتاب الوتر، باب ما جاء في الوتر، برقم ٩٩١،وموطأ الإمام مالك،١/ ١٢٥. (٤) سمعته من سماحته أثناء تقريره على الروض المربع، ٢/ ١٨٧ بتاريخ ١٥/ ١١/١٤١٩هـ. (٥) أبو داود، برقم ١٤٢٢، والنسائي، برقم ١٧١٢، وابن ماجه، برقم ١١٩٢، وابن حبان في صحيحه، برقم ٦٧٠، والحاكم، ١/ ٣٠٢، وتقدم تخريجه. (٦) النسائي، كتاب قيام الليل وتطوع النهار، باب ذكر اختلاف الناقلين لخبر أبيّ بن كعب في الوتر، برقم ١٧٠١،وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي،١/ ٣٧٢،وانظر: نيل الأوطار،٢/ ٢١١، وانظر: فتح الباري، لابن حجر، ففيه شواهد،٢/ ٤٨١،ونيل الأوطار للشوكاني، ٢/ ٢١٢.