وتقارب الزمان بقلة البركة فيه، قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: ((قد وجد في زماننا هذا من سرعة الأيام ما لم نكن نجده في العصر الذي قبل عصرنا هذا)) (٢). وقيل: سرعة الزمان بسبب وسائل الاتصالات السريعة.
٤ - القناعة وغنى النفس والتوكل على الله - عز وجل -؛ لحديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تُسدَّ فاقتُهُ، ومن نزلت به فاقةٌ فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجلٍ أو آجلٍ)) (٣). ولفظ أبي داود:((من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسدَّ فاقته، ومن أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى: إما بموت عاجلٍ أو غنى عاجلٍ)) (٤).
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:((ليس الغنى عن كثرة
العَرَضِ ولكن الغنى غنى النفس)) (٥).
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:((قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافاً، وقنعه الله بما آتاه)) (٦).
وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن هذا المال خَضِرةٌ حُلوةٌ فمن أخذه بحقه ووضعه في حقه فنِعْمَ المعونةُ هُوَ، ومن أخذه بغير حقّه كان
(١) ابن حبان في صحيحه، برقم ٤٨٤٢،وقال شعيب الأرنؤوط: ((إسناده صحيح على شرط الصحيح)). (٢) فتح الباري لابن حجر، ١٣/ ٨١، وانظر هناك: الحديث رقم ٧١٢١. (٣) الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء في الهمّ بالدنيا وحبّها، برقم ٢٣٢٦، وصححه الألباني بلفظ: ((بموت عاجل أو غنى عاجل)) في صحيح سنن الترمذي، ٢/ ٥٣٥. (٤) أبو داود، كتاب الزكاة، باب في الاستعفاف، برقم ١٦٤٥، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، ١/ ٤٥٨، وفي الأحاديث الصحيحة، برقم ٢٧٨٧. (٥) مسلم، كتاب الزكاة، باب فضل القناعة والحث عليها، برقم ١٠٥١. (٦) مسلم، كتاب الزكاة، باب في الكفاف والقناعة، برقم ١٠٥٤.