وسمعت شيخنا ابن باز رحمه الله يقول:((وهذا هو الأصل؛ إلا إذا كان في سبهم مصلحة للناس، كمن قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((وجبت)) عندما مُرَّ بجنازة فأثني عليها خيراً، [ومُرَّ بأخرى فأثني عليها شرًّا](٢).
[العشرون: التعزية:]
العزاء يقال: تعزيتُ عنه: أي تصبرت، أصلها تعزَّزت، والاسم منه العزاء (٣) والتعزي: التأسي والتصبر عند المصيبة، وأن يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون)) (٤).
والتعزية: التصبير على ما أصاب من المكروه (٥)، والتعزية يُراعى فيها الأمور الآتية:
الأمر الأول: فضل تعزية المصاب، جاء في ذلك فضل عظيم؛ لحديث عمرو بن حزم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:((ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة)) (٦).
وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:((من عزّى أخاه المؤمن في مصيبة كساه الله حُلة خضراء يُحْبَرُ بها يوم القيامة)) قيل: يا رسول الله، ما
(١) البخاري، كتاب الجنائز، باب ما ينهى من سب الأموات، برقم ١٣٩٣، وروى الترمذي، برقم ١٩٨٢، عن المغيرة - رضي الله عنه - نحوه، ولكن قال: ((فتؤذوا الأحياء)). (٢) سمعته أثناء تقريره على صحيح البخاري، الحديث رقم ١٣٩٣. (٣) لسان العرب لابن منظور، ٥/ ٣٧٧. (٤) النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، ٣/ ٢٢٣. (٥) انظر: معجم لغة الفقهاء، لمحمد روَّاس، ص٢٨٠. (٦) ابن ماجه، كتاب الجنائز، باب ما جاء في ثواب من عزى مصاباً، برقم ١٦٠٠، وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، ٢/ ٤٥. وأخرجه أيضاً أحمد، ١/ ٢٠١، وانظر: إرواء الغليل، ٣/ ٢١٧. وجاء من حديث ابن مسعود يرفعه: ((من عزَّى مصاباً فله مثل أجره)) [الترمذي، برقم ١٠٧٣، وابن ماجه، برقم ١٦٠٢] وضعفه الشوكاني في نيل الأوطار، ٢/ ٧٨٧،والألباني ذكر له طرقاً كثيرة ثم ضعفه، انظر: إرواء الغليل،٣/ ٢١٩ - ٢٢٠،وأحكام الجنائز للألباني، وفضل الله على عباده أوسع.