وأنشد لكعب بن زهير، وكان محارفا [٥] في ماله بعد أبيه، وكان أبوه موسعا عليه، كثير المال، فقيل له: ابتغ غنما ودع الإبل، فانها لا تزكو عندك، فقال:[٦][البسيط]
يقول حيّاي من عوف ومن جشم ... يا كعب ويحك لم لا تشترى غنما [٧]
من لي بهنّ إذا ما أزمة أزمت ... ومن أويس إذا ما أنفه رذما [٨]
أخشى عليها كسوبا غير مدّخر ... عاري الأشاجع لا يشوي إذا ضغما [٩]
إن يغد في شيعة لم يثنه بهر ... وإن غدا واحدا لم يتّق الظلما [١٠]
[١٧٠ ظ] إذا تولّى بلحم الشاة نبّذه ... أشلاء برد ولم يجعل لها وضما [١١]
[١] منّه السير: أتعبه وأضعفه وأعياه. [٢] صفراء: صفة للقوس. فرغ: عريضة واسعة. خلبة الغيم: الغيم الذي فيه بريق ولا يمطر. [٣] الأسمر: صفة للسهم. [٤] كارب: قريب. [٥] محارفا: مائلا، وحرف في ماله: ذهب منه شيء. [٦] ديوان كعب بن زهير ص ١٤٧- ١٤٨. [٧] الديوان: (هلا تشتري غنما) . [٨] الديوان: (ما لي منها إذا ما أزمة أزمت) . أنفه رذم: سال. [٩] الكسوب: هنا الذئب. غير مدخر: لا يبقي على شيء. عاري الأشاجع: ظاهر عروق الكف. لا يشوي: لا يخطىء. [١٠] في الديوان: (لم يثنه نهر) ، أي الزجر والانتهاء. والبهر: الجهد وتتابع النفس. [١١] الديوان: (إذا تلوى بلحم الشاة تبّرا) . الوضم: الخشبة التي يقطع عليها الجزار اللحم.