كتاب تفسير الطبري جامع البيان - ت التركي

تفسير السورة التي يذكر فيها هود ﵇ - القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين (٧)﴾. - ج: 12 - ص: 330

قال: بدأ اللَّهُ خلقَ السماواتِ والأرضِ يومَ الأحدِ والاثنينِ والثلاثاءِ والأربعاءِ والخميسِ، وفَرَغَ منها يومَ الجمعةِ، فَخَلَقَ آدمَ في آخرِ ساعةٍ مِن يومِ الجمعةِ، قال: فجَعَلَ مكانَ كلِّ يومٍ ألفَ سنةٍ (١).

وحُدِّثْتُ عن المسيبِ بنِ شريكٍ، عن أبي رَوْقٍ، عن الضحاكِ: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾. قال: مِن أيام الآخرةِ، كلُّ يومٍ مقدارُه ألفُ سنةٍ، ابتدأ في الخلقِ يومَ الأحدِ، واجْتَمع (٢) الخلقُ يومَ الجمعةِ، فسُمِّيَت الجمعةَ، وسَبَت يومَ السبتِ، فلم يخلُقْ شيئًا (٣).

وقولُه: ﴿وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ﴾. يقولُ: وكان عرشُه على الماءِ قبلَ أن يخلقَ السماواتِ والأرضَ وما فيهن.

كما حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِ اللَّهِ: ﴿وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ﴾. قال: كان عرشُه على الماءِ قبلَ أن يخلُقَ شيئًا (٤).

حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شبلٌ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ نحوَه.

---

(١) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٤٤ حتى قوله: "الاثنين"، ١/ ٥٩ دون قوله: "فخلق آدم في آخر ساعة من يوم الجمعة".
(٢) في م، ت ١، س، ف: "ختم".
(٣) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٤٤، ٥٩ عن محمد بن أبي منصور والمثنى، عن علي بن الهيثم، عن المسيب به، دون قوله: "فسميت الجمعة … "، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ٢٠٠٤ من طريق بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس مقتصرًا على قوله: "يوم مقداره ألف سنة". وبلفظه هذا سيأتي في سورة (ق) الآية ٣٨ من طريق عبيد عن الضحاك قوله.
(٤) تفسير مجاهد ص ٣٨٤، ومن طريقه أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ٢٠٠٥.