وقال ابن جُرَيْجٍ في ذلك ما حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، قال: قال ابن جُرَيجٍ: ﴿وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ﴾. قال: حينَ تحوَّلت حيةً تسعى (١).
وهذا الجنسُ من الحياتِ عَنى الراجزُ بقولِه (٢):
يَرْفَعْنَ (٣) باللَّيْلِ إِذَا مَا أَسْدَفا (٤)
أعناقَ جِنَّانٍ وَهامًا رُجَّفَا
وَعَنَقًا باقي (٥) الرَّسِيمِ خَيْطَفا
وقولُه: ﴿وَلَّى مُدْبِرًا﴾. يقولُ تعالى ذِكرُه: ولَّى موسى هاربًا خوفًا منها، ﴿وَلَمْ يُعَقِّبْ﴾. يقولُ: ولم يرجِعْ من قولِهم: عَقَّب فلانٌ. إذا رجَع على عقِبهِ إلى حيثُ بدَأ.
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٠٢ إلى المصنف وابن المنذر. (٢) هو حذيفة بن بدر الخطفى جد جرير بن عطية، والرجز في الحيوان ٦/ ١٧٣، والبيان والتبيين ١/ ٣٦٦، وخزانة الأدب ١/ ٧٥. (٣) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "يرفلن". (٤) في ص: "أسرفا"، وفى ت ١، ف: "أرجفا"، وفي ت ٢: "أشرفا". (٥) في م: "بعد".