- وقال الإمام ابن العربي في "شرح الترمذي" بعد أن أشار إلى الروايات المتعارضة عن عمر، وإلى القول أنه ليس في قدر ركعات التراويح حد محدود: (والصحيح: أن يصلي إحدى عشرة ركعة: صلاة النبي -عليه السلام- وقيامه، فأما غير ذلك من الأعداد فلا أصل له ولا حد فيه، فإذا لم يكن بد من الحدّ فما كان النبي -عليه السلام- يصلي، ما زاد النبي -عليه السلام- في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، وهذه الصلاة هي قيام الليل فوجب أن يقتدى فيها بالنبي -عليه السلام-
- ولهذا صرح الإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني في "سبل السلام" أن عدد العشرين في التراويح بدعة) (١).
ويمكن الجواب عن هذه المناقشة بأمور:
- أما ما ذكره عن الإمام مالك وابن العربي والصنعاني وأنهم سلفه في المسألة، فهذا خطأ يبينه الآتي:
- أما الإمام مالك فإن ابن القاسم ينقل عنه مباشرة كما في المدونة:(قال مالك: بعث إلي الأمير وأراد أن ينقص من قيام رمضان الذي كان يقومه الناس بالمدينة، قال ابن القاسم: وهو تسعة وثلاثون ركعة بالوتر ست وثلاثون ركعة والوتر ثلاث، قال مالك: فنهيته أن ينقص من ذلك شيئا، وقلت له: هذا ما أدركت الناس عليه وهذا الأمر القديم الذي لم تزل الناس عليه)(٢).
- وهذه التسعة والثلاثون ركعة نقلها عن مالك أيضاً ابن عبد البر،
(١) انتهى كلام الألباني من صلاة التراويح ص (٩٠ - ٩٢)، ونقله عن مالك من الحاوي للفتاوي للسيوطي (١/ ٤١٧)، ونقله عن ابن العربي من عارضة الأحوذي (٤/ ١٩)، ونقله عن الصنعاني من سبل السلام (١/ ٣٤٥). (٢) المدونة (١/ ٢٨٧).