للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: فلما مات وغُيِّب لحقت بصاحب (المَوْصِل)، فقلت: يا فلان! إن فلانًا أوصاني عند موته أن ألحق بك، وأخبرني أنك على أمره. فقال لي: أقم عندي.

فأقمت عنده، فوجدته خير رجل على أمر صاحبه، فلم يلبث أن مات، فلما حضرته الوفاة قلت له: يا فلان! إن فلانًا أوصى بي إليك، وأمرني باللحوق بك، وقد حضرك من أمر اللَّه ما ترى، فإلى من توصي بي؟ وبم تأمرني؛ قال: يا بني! واللَّه؛ ما أعلم رجلًا على مثل ما كنا عليه إلا رجلًا بـ (نَصِيبِين)، وهو فلان، فالْحَقْ به.

فلما مات وغُيِّب لحقت بصاحب (نَصِيبِين)، فأخبرته خبري، وما أمرني به صاحباي. فقال: أقم عندي. فأقمت عنده، فوجدته على أمر صاحبيه، فأقمت مع خير رجل، فواللَّه؛ ما لبث أن نزل به الموت، فلما حُضر قلت له: يا فلان! إن فلانًا كان أوصى بي إلى فلان، ثم أوصى بي فلان إلى فلان، ثم أوصى بي فلان إليك، فإلى من توصي بي؟ وبم تأمرني؟

قال: يا بني! واللَّه؛ ما أعلم بقي أحد على أمرنا آمرك أن تأتيه إلا رجل بـ (عَمُّورِيَّة) من أرض الروم: فإنه على مثل ما نحن عليه، فإن أحببت فائته؛ فإنه على أمرنا.

فلما مات وغُيِّب لحقت بصاحب (عَمُّورِيَّة)، فأخبرته خبري، فقال: أقم عندي. فأقمت عند خير رجل على هدي أصحابه.

قال: واكتسبت حتى كانت لي بقرات وغنيمة.

<<  <   >  >>