للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال البيهقي: يريد -واللَّه أعلم- البطشة الكبرى، والدخان، وآية اللزام كلها حصلت بـ (بدر).

قال: وقد أشار البخاري إلى هذه الرواية (١).

ثم أورد من حديث ابن عباس قال:

جاء أبو سفيان إلى رسول اللَّه يستغيث من الجوع؛ لأنهم لم يجدوا شيئًا حتى أكلوا العهن (٢)، فأنزل اللَّه تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (٧٦)[المؤمنون: ٧٦].

قال: فدعا رسول اللَّه حتى فرج اللَّه عنهم (٣).

ثم قال الحافظ البيهقي:

وقد روي في قصة أبي سفيان ما دل على أن ذلك بعد الهجرة، ولعله كان


= مرة أو مرة بن كعب، ويأتي بيان ما فيه قريبًا إن شاء اللَّه تعالى.
وأما آية الروم ففيها قول آخر؛ وهو أنها وقعت عام الحديبية، ولم أجد ما يرجح أحدهما على الآخر، وقد ذكرهما المؤلف في "تفسيره"، وقال: "والأمر في هذا سهل قريب".
(١) قلت: وذلك في تعليقه إياها كما تقدم.
(٢) كذا الأصل، والصواب: "العِلهز"؛ كما في "المستدرك" وغيره من المصادر الآتية، قال ابن الأثير: "هو شيء يتخذونه في سني المجاعة؛ يخلطون الدم بأوبار الإبل، ثم يشوونه بالنار ويأكلونه".
(٣) قلت: وإسناده صحيح، وقد رواه النسائي، وابن أبي حاتم -كما في "تفسير المؤلف"- وابن جرير (١٨/ ٤٥)، وصححه الحاكم (٢/ ٣٩٤)، ووافقه الذهبي.

<<  <   >  >>