للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال عبد اللَّه: إن ذلك لو كان يوم القيامة كان لا يكشف عنهم؛ ﴿يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (١٦)[الدخان: ١٦]؛ قال: يوم بدر (١).

وفي رواية عنه قال:

لما رأى رسول اللَّه من الناس إدبارًا قال:

"اللهم! سبع كسبع يوسف".

فأخذتهم سَنَةٌ؛ حتى أكلوا الميتة والجلود والعظام، فجاءه أبو سفيان وناس من أهل (مكة)، فقالوا: يا محمد! إنك تزعم أنك بعثت رحمة، وإن قومك قد هلكوا؛ فادع اللَّه لهم.


= (٢٧٩٨/ ٤٠) عن مسروق قال:
جاء إلى عبد اللَّه رجل فقال: تركت في المسجد رجلًا يفسر القرآن برأيه، يفسر هذه الآية: ﴿يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ﴾ [الدخان: ١٠]؛ قال: يأتي الناس يوم القيامة دخان، فيأخذ بأنفاسهم حتى يأخذهم منه كهيئة الزكام. فقال عبد اللَّه: من علم علمًا فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: اللَّه أعلم. فإن من فقه الرجل أن يقول لما لا علم له به: اللَّه أعلم. إنما كان هذا؛ أن قريشًا لما استعصت على النبي دعا عليهم بسنين كسني يوسف، فأصابهم قحط وجهد؛ حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء؛ فيرى بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد، وحتى أكلوا العظام. . . الحديث. وزاد البخاري في رواية بعد آية العذاب: "أفيكشف عنهم عذاب الآخرة إذا جاء؟! ". ونحوه لمسلم.
(١) الحديث عند البخاري (١٠٠٧ و ١٠٢٠ و ٤٦٩٣ و ٤٧٧٤ و ٤٨٠٩ و ٤٨٢٠ و ٤٨٢١)، ومسلم (٢٧٩٨/ ٣٩ و ٤٠)، وكذا الترمذي (٣٣٠٧) وصححه، وابن جرير (٢٥/ ١١١ - ١١٢)، والطيالسي (٢٩٣)، وأحمد (١/ ٣٨٠ - ٣٨١ و ٤٣٤ و ٤٤١) مختصرًا ومطولًا بمعنى ما ذكره المؤلف لا بلفظه، وبعض رواياته مركبة من أكثر من رواية.

<<  <   >  >>