"استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي، واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي، فزوروا القبور تذكركم الموت"(١).
وروى مسلم أيضًا عن أنس:
أن رجلًا قال: يا رسول اللَّه! أين أبي؟ قال:"في النار". فلما قفَّى دعاه، فقال:
"إن أبي وأباك في النار"(٢).
(١) ورواه أحمد وغيره، وهو مخرج في المصدر السابق. (٢) مسلم (١/ ١٣٢ - ١٣٣)، وله شواهد؛ منها حديث سعد بن أبي وقاص الآتي بعده. واعلم أن هذا الحديث مع صحة إسناده، وكثرة شواهده، وتلقي العلماء النقاد بالقبول له؛ فإن الشيخ (أبو زهرة) قد رده بجرأة وجهالة متناهية؛ فقال (١/ ١٣٢): "إنه خبر غريب في معناه، كما هو غريب في سنده؛ لأن اللَّه تعالى يقول: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾ [الإسراء: ١٥] وقد كان أبو محمد ﵊ وأمه على فترة من الرسل؛ فكيف يعذبون؟!!. . . وفي الحق إني ضرست في سمعي وفهمي عندما تصورت أن عبد اللَّه وآمنة يتصور أن يدخلا النار"! فأقول: يا سبحان اللَّه! هل هذا موقف من يؤمن برسول اللَّه أولًا، ثم بالعلماء الصادقين المخلصين ثانيًا؛ الذين رووا لنا أحاديثه ﷺ وحفظوها لنا، وميزوا ما صح مما لم يصح منها، واتفقوا على أن هذا الحديث من الصحيح الثابت عنه ﷺ؟! أليس موقف (أبو زهرة) هذا هو سبيل أهل الأهواء -كالمعتزلة وغيرهم- الذين قالوا بالتحسين والتقبيح العقليين؛ مما رده عليهم أهل =