وكان رسول اللَّه ﷺ إذا جلس في المسجد، فجلس إليه المستضعفون من أصحابه: خباب، وعمار، وأبو فكيهة يسار مولى صفوان بن أمية، وصهيب، وأشباههم من المسلمين؛ هزئت بهم قريش، وقال بعضهم لبعض: هؤلاء أصحابه كما ترون! أهؤلاء مَنَّ اللَّه عليهم من بيننا بالهدى ودين الحق؟! لو كان ما جاء به محمد خيرًا ما سبقنا هؤلاء إليه، وما خصهم اللَّه به دوننا!
قال (٢): وكان رسول اللَّه ﷺ كثيرًا ما يجلس عند المروة إلى مبيعة غلام نصراني يقال له: جبر؛ عبد لبني الحضرمي، وكانوا يقولون: واللَّه؛ ما يعلم محمدًا كثيرًا مما يأتي به إلا جبر.
(١) قلت: هكذا معلقًا ذكره في "السيرة" (٢/ ٣٣)، وإنما ذكرته لشواهده التي سأذكرها في (المستدرك). (٢) هذا أيضًا معلق عنده (٢/ ٣٣)، وقد رواه ابن جرير في "التفسير" (١٤/ ١٧٨) عن ابن إسحاق به. وقد أسنده الحاكم (٢/ ٣٥٧) من حديث ابن عباس، وقال: "صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. وله شاهد من رواية عبد اللَّه بن كثير.