للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"إن في الصلاة شغلًا" (١).

وهو يقوي تأويل من تأول حديث زيد بن أرقم الثابت في "الصحيحين":

كنا نتكلم في الصلاة حتى نزل قوله تعالى: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾، فأُمرنا بالسكوت، ونُهينا عن الكلام (٢).

على أن المراد جنس الصحابة، فإن زيدًا أنصاري مدني، وتحريم الكلام في الصلاة ثبت بـ (مكة)، فتعين الحمل على ما تقدم.

وأما ذكره الآية -وهي مدنية- فمشكل، ولعله اعتقد أنها المحرمة لذلك، وإنما كان المحرم له غيرها معها. واللَّه أعلم (٣).


(١) قلت: وهو مخرج في كتابي "صحيح أبي داود" (٨٥٦).
(٢) قلت: وهو مخرج في "إرواء الغليل" (٣٩٣).
(٣) قلت: إنما جاء الإشكال من توهم أن رجوع ابن مسعود كان إلى (مكة)، ولا دليل على ذلك، والذي رجحه الحافظ أن رجوعه إلى (المدينة)، واستدل على ذلك بأمرين؛ أحدهما: حديثه الطويل في الهجرة إلى الحبشة، وقد مر (١٦٤ - ١٦٦)، وفي آخره: "ثم تعجل ابن مسعود حتى أدرك بدرًا". وراجع "الفتح" (٣/ ٧٤).

<<  <   >  >>