ثم ذكر ابن إسحاق من عاد من مهاجرة الحبشة إلى (مكة).
وذلك حين بلغهم إسلام أهل (مكة)، وكان النقل ليس بصحيح، ولكن كان له سبب.
وهو ما ثبت في "الصحيح" وغيره: أن رسول اللَّه ﷺ جلس يومًا مع المشركين، وأنزل اللَّه عليه: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (١) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ. . .﴾ يقرؤها عليهم حتى ختمها، وسجد، فسجد من هناك من المسلمين والمشركين، والجن والإنس (١).
سجد النبي ﷺ بـ (النجم)، وسجد معه المسلمون، والمشركون، والجن، والإنس (٢).
وروى هو ومسلم وأبو داود والنسائي (٣) عن عبد اللَّه (ابن مسعود) قال:
(١) قلت: سجود المشركين هذا معه ﷺ صحيح بلا ريب؛ كما يأتي قريبًا تخريجه، ولكن السياق المذكور وعزوه لـ "الصحيح لا فيه عندي نظر؛ لأنه ليس فيه، ولا في شيء من الروايات الأخرى التي وقفت عليها، وظني أنه من كلام المؤلف رواه بالمعنى. وأما بلوغ ذلك إلى مهاجرة الحبشة؛ وأنهم عادوا من أجل ذلك إلي (مكة)؛ فما لم أقف عليه في رواية صحيحة، وإنما هي مراسيل لا تقم بها حجة، وفيها ذكرت قصة الغرانيق الآتي الإشارة إليها. (٢) البخاري (رقم ١٠٧١ و ٤٨٦٢)، واستدركه عليه الحاكم (٢/ ٤٦٨) فوهم، وأخرجه الترمذي أيضًا (٥٧٢)، وقال: "حديث حسن صحيح". (٣) قلت: النسائي إنما رياه مختصرًا جدًا بلفظ: "قرأ (النجم) فسجد فيها". وأخرجه بتمامه البخاري (١٠٦٧ و ١٠٧٠ و ٣٨٥٣ و ٣٩٧٢ و ٤٨٦٣)، ومسلم (٥٧٦)، وأبو داود (١٤٠٦)، والدرامي (١/ ٣٤٢) أيضًا، والطيالسي في "مسنده" (٢٨٣)، وأحمد (١/ ٣٨٨ و ٤٠١ و ٤٣٧ و ٤٤٣ و ٤٦٢)، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح".