للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: ما تقولون في عيسى ابن مريم؟

قال: أقول: هو روح اللَّه وكلمته.

قال: فتناول شيئًا من الأرض، فقال: ما أخطأ في أمره مثل هذا، فواللَّه؛ لولا ملكي لاتبعتكم. وقال لي: ما كنت أبالي أن لا تأتيني أنت ولا أحد من أصحابك أبدًا، أنت آمن بأرضي، من ضربك قتلته، ومن سبك غرمته.

وقال لآذنه: متى أستأذنك هذا فائذن له؛ إلا أن أكون عند أهلي، فإن أبى (١) فائذن له.

قال: فتفرقنا، ولم يكن أحد أحب إليّ أن ألقاه من جعفر.

قال: فاستقبلني من طريق مرة، فنظرت خلفه فلم أر أحدًا، فنظرت خلفي فلم أر أحدًا، فدنوت منه وقلت: أتعلم أني أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأن محمدًا عبده ورسوله؟

قال: فقد هداك اللَّه فاثبت. فتركني وذهب.

فأتيت أصحابي، فكأنما شهدوه معي، فأخذوا قطيفة أو ثوبًا، فجعلوه عليّ حتى غموني بها. قال: وجعلت أخرج رأسي من هذه الناحية مرة، ومن هذه الناحية مرة، حتى أفلت وما علي قشرة (٢)، [ولم يدعوا لي شيئًا إلا ذهبوا به]،

فمررت على حبشية، فأخذت قناعها فجعلته على عورتي.


(١) الأصل: "أتى"، والتصويب من رواية البزار في "كشف الأستار" (٢/ ٢٩٧)، والزيادات منه.
(٢) أي: ثوبًا.

<<  <   >  >>