للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلما رأى ذلك عمرو بن العاص قال: أصلح اللَّه الملك، إنهم يخالفونك في عيسى ابن مريم!

فقال النجاشي: ما يقول صاحبكم في ابن مريم؟

قال: يقول فيه قول اللَّه؛ هو روح اللَّه وكلمته، أخرجه من العذراء البتول التي لم يقربها بشر، ولم يفرضها ولد.

فتناول النجاشي عودًا من الأرض فرفعه، فقال: يا معشر القسيسين والرهبان! ما يزيد هؤلاء على ما نقول في ابن مريم ولا وزن هذه، مرحبًا بكم وبمن جئتم من عنده، فأنا أشهد أنه رسول اللَّه، وأنه الذي بشر به عيسى، ولولا ما أنا فيه من الملك؛ لأتيته حتى أقبل نعليه، امكثوا في أرضي ما شئتم.

وأمر لنا بطعام وكسوة. وقال: ردوا على هذين هديتهما.

وكان عمرو بن العاص رجلًا قصيرًا، وكان عمارة رجلًا جميلًا، وكانا أقبلا في البحر، فشربا [يعني: خمرًا] (١)، ومع عمرو امرأته، فلما شربا قال عمارة لعمرو: مر امرأتك فلتقبلني! فقال له عمرو: ألا تستحي؟! فأخذ عمارة عمرًا فرمى به في البحر، فجعل عمرو يناشد عمارة حتى أدخله السفينة.

فحقد عليه عمرو في ذلك، فقال عمرو للنجاشي: إنك إذا خرجت خلفك عمارة في أهلك. فدعا النجاشي بعمارة، فنفخ في إحليله، فطار مع الوحش.


(١) زيادة من الطبراني.

<<  <   >  >>