قال أبو جعفر: فذهب ذاهبون (١) إلى ما روى أبو هريرة ﵁ من ذلك عن الفضل عن النبي ﷺ فقالوا به وقلدوه.
وخالفهم في ذلك آخرون (٢) فقالوا: يغتسل ويصوم يومه ذلك، وذهبوا في ذلك إلى ما رويناه في الفصل الأول عن عائشة وأم سلمة ﵄ عن رسول الله ﷺ. وإلى ما
٣٢٣١ - حدثنا أبو بكرة، قال: حدثنا أبو داود وروح، قالا: ثنا شعبة، عن الحكم، قال: سمعت أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام يحدث عن أبيه، قال: دخلت على عائشة ﵂ زوج النبي ﷺ فأخبرتني أن رسول الله ﷺ كان يصبح جنبا ثم يغتسل ثم يغدو إلى المسجد ورأسه يقطر، ثم يصوم ذلك اليوم. فأخبرته مروان، فقال: ائت أبا هريرة ﵁ فأخبره بذلك، فقلت: إنه لي صديق فأعفني فقال: عزمت عليك لتأتينه، فانطلقت أنا وأبي إلى أبي هريرة ﵁ فأخبرته بذلك، فقال أبو هريرة ﵁: عائشة ﵂ أعلم مني، قال شعبة: وفي الصحيفة: أعلم برسول الله ﷺ مني (٣).
(١) قلت أراد بهم: الفضل بن عباس، وأسامة بن زيد، وهو قول أبي هريرة كما في النخب ١١/ ٤٠١. (٢) قلت أراد بهم: عليا، وابن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبا الدرداء، وأبا ذر، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس ﵃، ومالكا، وأبا حنيفة، والشافعي، والثوري، والأوزاعي، والليث، وأصحابهم، وأحمد، وإسحاق، وأبا ثور، وابن علية، وأبا عبيدة، وداود، وابن جرير الطبري، وجماعة من أهل الحديث كما في النخب ١١/ ٤٠٢. (٣) إسناده صحيح. وأخرجه الطيالسي (١٥٠٣)، وإسحاق بن راهويه (١٠٨٥)، وأحمد (٢٤٦٨١)، والنسائي في الكبرى (٣٠٠٠ - =