للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المفسدين، ومن هاهنا امتنع طوائف من العلماء من قبول [١] رواية مجهول الحال لاحتمال فسقه في نفس الأمر، وقبلها آخرون لأنا إنما أمرنا بالتثبت عند خبر الفاسق، وهذا ليس بمحقق الفسق لأنه مجهول الحال. وقد قررنا هذه المسألة في كتاب العلم من شرح البخاري، ولله الحمد والمنة.

وقد ذكر كثير من المفسرين أن هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي مُعَيط، حين بعثه رسول الله على صدقات بني المصطلق. وقد روي ذلك من طرق، ومن أحسنها ما رواه الإِمام أحمد في مسنده من رواية ملك [٢] بني المصطلق؛ وهو الحارث بن ضِرَار [] [٣]، والد جُوَيرية [٤] بنت الحارث أم المؤمنين ، قال الإِمام أحمد:

حدثنا محمد بن سابق، حدثنا عيسى بن دينار، حدثني أبي أنه سمع الحارث بن ضرار الخزاعي، يقول: قدمت على رسول الله فدعاني إلى الإِسلام، فدخلت فيه وأقررت به. ودعاني إلى الزكاة فأقررت بها، وقلت: يا رسول الله؛ أرجع إليهم [٥] فأدعوهم إلى الإِسلام وأداء الزكاة، فمن استجاب لي جمعت زكاته. ويُرسل إليّ رسول الله رسولًا لإِبّان [٦] كذا وكذا ليأتيك ما جمعتُ من الزكاة. فلما جمع الحارث الزكاة ممن استجاب له، وبلغ الإِبَّان [٧] الذي أراد رسولُ الله أن يبعث إليه، احتبس عليه الرسول فلم يأته، فظن الحارث أنه قد حدث فيه سخْطَة من الله ورسوله، فدعا بسَرَوات قومه فقال لهم: إن رسول الله كان وَقّت لي وقتًا - يرسل إليّ رسوله ليقبض [٨] ما كان عندي من الزكاة، وليس من رسول الله الخُلف، ولا أرى حبس رسوله إلا من سَخطة كانت [٩]، فانطلقوا فنأتي رسول الله ، وبعث رسولُ الله الوليد بن عقبة إلى الحارث ليقبض ما كان عنده مما جمع من الزكاة، فلما أن سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق فَرق -[أي: خاف] [١٠]- فرجع فأتى رسول الله فقال: يا رسول الله؛ إن الحارث منعني الزكاة وأراد قتلي. فضَرَب رسول الله البعث إلى


[١]- في ز: قول.
[٢]- في ز: مالك.
[٣]- في ز: بن أبي ضرار.
[٤]- في ز: ميمونة.
[٥]- سقط من ز.
[٦]- في ز: لاتيان. كذا.
[٧]- في ز: الاتيان. كذا.
[٨]- في ز: فيقبض.
[٩]- سقط من ز.
[١٠]- سقط من ز.