وقال الإِمام أحمد (١٧): حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا فضيل، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري؛ قال: قال رسول الله ﷺ: "إن أحب الناس إلى الله يوم القيامة وأقربهم منه مجلسًا، إمام عادل. وإن أبغض الناس إلى الله يوم القيامة وأشدهم عذابًا، إمام جائر".
ورواه الترمذي من حديث فضيل -وهو ابن مرزوق الأغرَ عن عطية به. وقال: لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه.
وقال ابن أبي حاتم (١٨): حدثنا أبو زرعة، حدثنا عبد الله بن أبي زياد، حدثنا سيار، حدثنا جعفر بن سليمان، سمعت مالك بن دينار في قوله: ﴿وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ﴾ قال: مقام [١] داود يوم القيامة عند ساق العرش، ثم يقول: يا داود؛ مجدني اليوم بذلك الصوت الحسن الرخيم الذي كنت تمجدني به [٢] في الدنيا. فيقول: وكيف وقد سُلِبتُه؟ فيقول: إني أرده عليك اليوم. قال: فيرفع داود بصوت يستفرغ نعيم أهل الجنان.
هذه وصية من الله ﷿ لولاة الأمور أن يحكموا بين الناس بالحق المنزل من عنده ﵎، ولا يعدلوا عنه فيضلوا عن سبيله. وقد توعد تعالى من ضل عن سبيله، وتناسى يوم الحساب، بالوعيد الأكيد والعذاب الشديد.
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا هشام بن خالد، حدثنا الوليد، حدثنا مروان بن جناح، حدثني إبراهيم أبو زرعة -وكان قد قرأ الكتاب- أن الوليد بن عبد الملك؛ قال له: أيحاسب الخليفة، فإنك قد قرأت الكتاب الأول، وقرأت القرآن وفَقهتَ؟ فقلت: يا أمير المؤمنين؛ أقول؟ قال: قل في أمان. قلت: يا أمير المؤمنين؛ أنت أكرم على الله أو داود؟ إن الله ﷿ جمع له النبوة والخلافة، ثم توعده [٣] في كتابه فقال: ﴿يَادَاوُودُ إِنَّا
(١٧) - المسند (٣/ ٢٢)، وأخرجه في (٣/ ٥٥)، والترمذي في الأحكام باب: ما جاء في الإمام العادل، حديث (١٣٢٩) من طريق فضيل بن مرزوق به. (١٨) - عزاه السيوطي أيضًا في الدر المنثور (٥/ ٥٧٣) إلى أحمد في الزهد والحكيم الترمذي وابن المنذر.