وبه قال (٥٥): قال رسول اللَّه ﷺ: "أقل أمتي أبناء سبعين". إسناده ضعيف.
(حديث آخر في معنى ذلك) قال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده (٥٦):
حدثنا إبراهيم بن هانئ، حدثنا إبراهيم بن مهدي، حدثنا عثمان بن مطر، عن أبي مالك، عن ربعي، عن حذيفة، أنه قال: يا رسول اللَّه، أنبئنا بأعمار أمتك. قال:"ما بين الخمسين إلى الستين". قالوا: يا رسول اللَّه؛ فأبناء السبعين؟ قال:"قَلَّ من يبلغها من أمتي، وحم اللَّه [][١] أبناء السبعين ورحم اللَّه أبناء الثمانين".
ثم قال البزار: لا يروى بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد، وعثمان بن مطر من أهل البصرة ليس بقوي.
وقد ثبت في الصحيح أن رسول اللَّه ﷺ عاش ثلاثة وستين سنة، قيل: ستين. وقيل: خمسًا وستين سنة. والمشهور الأول، واللَّه أعلم.
وقوله: ﴿وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ﴾، روي عن ابن عباس، وعكرمة، وأبي جعفر الباقر، وقتادة، وسفيان بن عُيَينة أنهم قالوا: يعني الشيب.
وقال السدي، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم: يعني به الرسول ﷺ، وقرأ ابن زيد: ﴿هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى﴾. وهذا هو الصحيح عن قتادة، فيما رواه شيبان، عنه أنه قال: احتج عليهم بالعمر [٢] والرسل.
وهذا اختيار ابن جرير، وهو الأظهر، لقوله [٣] تعالى: ﴿وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَينَا رَبُّكَ قَال إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (٧٧) لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ﴾، أي: لقد بينا لكم الحق على ألسنة الرسل، فأبيتم وخالفتم، وقال تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾، وقال ﵎: ﴿كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (٨) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيءٍ إِنْ أَنْتُمْ إلا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ﴾.
وقوله: ﴿فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ﴾، أي: فذوقوا عذاب النار جزاء على مخالفتكم
(٥٥) - مسند أبي يعلى حديث ٦٥٤٤ - (١١/ ٤٢٣)، وعزاه صاحب الكنز إلى الحكيم في نوادر الأصول بلفظ: "أقل أمتي أبناء السبعين". (٥٦) - مسند البزار برقم (٣٥٨٦) "كشف الأستار"، وقال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٢٠٦): "وفيه عثمان بن مطر وهو ضعيف".