والرشد والاستقامة فيما يقولونه ويفعلونه ويأمرون به وينهون عنه، مع ما يؤيدون به من الخوارق للعادات، والأدلة الواضحات، والبراهين الباهرات. فصلوات الله وسلامه عليهم دائمًا مستمرًا ما دامت الأرض والسماوات.
يقول تعالى آمرًا عباده المؤمنين بكثرة ذكرهم لربهم تعالى المنعم عليهم بأنواع النعم وأصناف المنن، لما لهم في ذلك من جزيل الثواب، وجميل المآب.
قال الإِمام أحمد (١٣٦): حدَّثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن سعيد، حدثني [١] مولى ابن عباس، عن أبي بَحرية، عن أبي الدرداء ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إعطاء [٢] الذهب والوَرق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ ". قالوا: وما هو يا رسول الله؟ قال:"ذكر الله ﷿".
وهكذا رواه التِّرمِذي وابن ماجة، من حديث عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن زياد - مولى ابن عياش - عن أبي بَحريَّة -واسمه عبد الله بن قيس التراغمي- عن أبي الدرداء به.
قال التِّرمِذي: ورواه بعضهم عنه فأرسله.
قلت: وقد تقدم هذا الحديث عند قوله تعالى: ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ﴾ في مسند أحمد، من حديث زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عَيَّاش أنَّه بلغه عن معاذ بن جبل، عن رسول الله ﷺ، بنحوه [٣]، فالله أعلم.
(١٣٦) المسند (٥/ ١٩٥)، وأخرجه التِّرمِذي في كتاب الدعاء، باب: منه (٥/ ٤٥٩ / رقم: ٣٣٧٧). وابن ماجة في كتاب الأدب، باب: فضل الذكر (٢/ ١٢٤٥ / رقم: ٣٧٩). كلاهما من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن زياد بن أبي زياد، عن أبي بحرية به.