للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طبق، فوضعتها بين يديه فقال: "أين ابن عمك وابناك؟ " فقالت: في البيت. فقال: "ادعيهم"، فجاءت إلى عليّ فقالت: أجِبْ رسولَ الله أنت وابناك. قالت أم سلمة: فلما رآهم مقبلين مد يده إلى كساء كان على المنامة، فمده وبسطه، وأجلسهم عليه، ثم أخذ بأطراف الكساء الأربعة بشماله، فضمه فوق رءوسهم، وأومأ بيده اليمنى إلى ربه ﷿ فقال: "اللهم؛ هؤلاء [١] أهل البيت، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا".

(طريق أخرى): قال ابن جرير (٨٤): حدَّثنا ابن حميد، حدَّثنا عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمَش، عن حكيم بن سعد قال: ذكرنا عليّ بن أبي طالب عند أم سلمة، فقالت: في بيتي نزلت: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾. قالت أم سلمة: جاء رسول الله إلى بيتي فقال: "لا تأذني لأحد". فجاءت فاطمة فلم أستطع أن أحجبها عن أبيها. ثم جاء الحسن فلم أستطع أن أحجبه عن أمه وجده. ثم جاء الحسين فلم أستطع أن أحجبه، ثم جاء عليّ فلم أستطع أن أحجبه. فاجتمعوا فَجَلَّلهم رسول الله بكساء كان عليه، ثم قال: "هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا". فنزلت هذه الآية حين اجتمعوا على البساط، قالت: فقلت: يا رسول الله، وأنا [٢]؟ قالت: فوالله ما أنعم وقال: "إنك إلى خير".

(حديث آخر): قال ابن جرير (٨٥): حدَّثنا ابن وكيع، حدَّثنا محمد بن بشر، عن زكريا، عن مصعب بن شيبة، عن صفية بنت شيبة قالت: قالت عائشة : خرج رسول الله ذات غداة، وعليه مرط مرحل من شَعر أسود، فجاء الحسن فأدخله معه، [ثم جاء الحسين فأدخله معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها معه] [٣]، ثم جاء عليّ فأدخله معه، ثم قال: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾.

ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن محمد بن بشر به.


(٨٤) - تفسير الطبري (٢٢/ ٨).
(٨٥) - تفسير الطبري" (٢٢/ ٦)، وأخرجه أحمد (٦/ ١٦٢)، ومسلم في اللباس والزينة، حديث (٢٠٨١)، وفي فضائل الصحابة، حديث (٢٤٢٤) وأَبو داود في اللباس، باب: في لبس الصوف والشعر حديث (٤٠٣٢)، والترمذي في الأدب، باب: ما جاء في الثوب الأسود من حديث (٢٨٣١) من طريق زكريا بن أبي زائدة به.