للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا حميد بن مسعدة [١]، حدثنا أبو رجاء الكلبيّ: روح بن المسيب -ثقة- حدثنا ثابت البناني، عن أنس قال: جئن النساء إلى رسول الله فقلن: يا رسول الله؛ ذهب الرجال بالفضل والجهاد في سبيل الله تعالى، فما لنا عمل ندرك به عمل المجاهدين في سبيل الله؟ فقال رسول اللَّه : "من قعد -أو كلمة نحوها- منكن في بيتها فإنها تدرك عمل المجاهد [٢] في سبيل الله".

ثم قال: لا نعلم رواه عن ثابت إلا روح بن المسيب وهو رجل من أهل البصرة مشهور.

وقال البزار (٦٨) أيضًا: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا همام، عن قتادة، عن مُوَرِّق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النبي قال: "إن المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون بروحة ربها وهي في قعر بيتها".

ورواه الترمذي عن بندار عن عمرو بن عاصم به نحوه.

وروى البزار بإسناده المتقدم، وأبو داود أيضًا (٦٩)، عن النبي قال: "صلاة المرأة في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها، وصلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها". وهذا إسناد جيد.

وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾، قال مجاهد: كانت المرأة تخرج تمشي بين يدي الرجال، فذلك تبرج الجاهلية.

وقال قتادة: ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾ يقول: إذا خرجتن من بيوتكن -وكانت لهن مشية وتكسر وتغنج [٣]- فنهى اللَّه عن ذلك.


= وروى أوله البخاري في صحيحه في الجمعة، حديث (٩٠٠)، ومسلم في الصلاة، حديث (٤٤٢) (١٣٦) من حديث عبد الله بن عمر، والرواية الثانية: "وبيوتهن خير لهن" عند أبي داود في الصلاة، باب ما جاء في خروج النساء إلى المسجد، حديث (٥٦٧) من حديث ابن عمر.
(٦٨) - مسند البزار (٢٠٦١) وأخرجه الترمذي في الرضاع، باب: (١٨)، حديث (١١٧٣) عن محمد بن بشار عن عمرو بن عاصم به مختصرًا، وأخرجه ابن خزيمة (١٦٨٥) عن أبي موسى عن عمرو بن عاصم به.
(٦٩) - مسند البزار (٢٠٦٠)، وسنن أبي داود في الصلاة، باب: التشديد في ذلك، حديث (٥٧٠) عن ابن المثنى بإسناد البزار السابق. وأخرجه ابن خزيمة (١٦٨٨، ١٦٩٠) من طريقين عن عمرو بن عاصم به.