وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن عصام [١] الأنصاري. حدثنا أبو عامر (ح) وحدثنا أبي، حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا الزبير -يعني ابن عبد الله، مولى عثمان بن عفان- عن رُبيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أنس، عن أبي سعيد قال: قلنا يوم الخندق: يا رسول الله، هل من شيء نقول، فقد بلغت القلوب الحناجر؟ قال ﷺ:"نعم، قولوا: اللهم، استر عوراتنا، وآمن روعاتنا". قال: فضرب وجوه أعدائه بالريح، فهزمهم بالريح. وكذا رواه الإِمام أحمد بن حنبل عن أبي عامر العقدي (٣٥).
يقول تعالى مخبرًا عن ذلك الحال، حين نزلت الأحزاب حول المدينة، والمسلمون محصووون في غاية الجهد والضيق، ورسول الله، ﷺ، بين أظهرهم، إنهم ابتُلوا واختُبروا وزُلزلرا زلزالًا شديدًا، فحينئذ ظهر النفاق، وتكلم الذين في قلوبهم مرض بما في
(٣٥) - وأخرجه أحمد (٣/ ٣) وإسناده ضعيف لضعف الزبير بن عبد الله، وربيح بن أبي سعيد. الزبير بن عبد الله: هو ابن أبي خالد الأموي، مولاهم، مولى عثمان بن عفان، وأبوه يقال له: ابن رهيمة، وهي أمه، قال أبو حاتم: صالح. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن معين: الزبير بن عبد الله يكتب حديثه. وذكر له ابن عدي أحاديث وقال: أحاديثه منكرة المتن والإسناد. وقال الحافظ في التقريب: مقبول. وربيح بن أبي سعيد: هو ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد، قال أحمد: ربيح رجل ليس بمعروف. وقال أبو زرعة: شيخ. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات. وقيل: إن اسمه سعيد، وأن لقبه ربيح. وقال الترمذي في العلل الكبير عن البخاري: ربيح منكر الحديث. (التهذيب ٣/ ٢٣٨). وفي التقريب: مقبول. والحديث أخرجه ابن جرير في تفسيره - (٢١/ ١٢٧). وذكره الهيثمي في "المجمع" - (١٠/ ١٣٩) وقال: رواه أحمد والبزار وإسناد البزار متصل رجاله ثقات، وكذلك رجال أحمد إلا أن في نسختي من السند عن ربيح بن أبي سعيد، عن أبيه وهو في البزار: عن أبيه، عن جده. وزاد نسبته السيوطي في الدر المنثور - (٥/ ٣٥٥) لابن المنذر. قلت: والصحيح ما في مسند البزار وقد أثبتناه هنا، ثم إن ربيح هذا لم نجد أحدًا ذكر أنه يروي عن جده مباشرةً، ودون واسطة. فرحم الله سلفنا الصالح كم عانوا من سوء النسخ، ونحن بين الطبعات الفاخرة ومع ذلك فحدث ولا حرج عن الأخطاء التي توجد في الكتب المحققة في هذا الأيام وإلى الله المشتكى.