هين﴾ أي: إيجاد الولد منك و [١] من زوجتك هذه لا من غيرها ﴿هين﴾ أي: يسير سهل علي الله.
ثم ذكر له ما هو أعجب [][٢] مما سأل عنه، فقال: ﴿وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيئًا﴾ كما قال تعالى: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيئًا مَذْكُورًا (١)﴾
يقول تعالى مخبرًا عن زكريا ﵇ أنه ﴿قَال رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً﴾ أي: علامة ودليلًا علي وجود ما وعدتني، لتستقر نفسي، ويطمئن قلبي بما وعدتني، كما قال إبراهيم ﵇: ﴿رَبِّ أَرِنِي كَيفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَال أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَال بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾، ﴿قال آيتك﴾ أي: علامتك ﴿أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَويًّا﴾، أي: إن تحبس لسانك عن الكلام ثلاث ليال، وأنت صحيح سوى من غير مرض ولا علة.
قال ابن عباس ومجاهد، وعكرمة ووهب، والسدي، وقتادة (٢٤)، وغير واحد: اعتقل لسانه من غير مرض.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (٢٥): كان يقرأ ويسبح، ولا يستطيع أن يكلم قومه إلا إشارة.
وقال العوفي عن ابن عباس (٢٦): ﴿ثَلَاثَ لَيَالٍ سَويًّا﴾ أي: متتابعات.
والقول الأول عنه، وعن الجمهور أصحّ، كما قال تعالى في آل عمران: ﴿قَال رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَال آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إلا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ [٣]
(٢٤) - أخرجه عنهم الطبري (١٦/ ٥٢ - ٥٣). (٢٥) - أخرجه الطبري (١٦/ ٥٢)، وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤/ ٤٦٩) إلي ابن أبي حاتم. (٢٦) - أخرجه الطبري (١٦/ ٥٣).