هذا تعجب من زكريا ﵇ حين أجيب إلى ما سأل وبشر بالولد، ففرح فرحًا شديدًا، وسأل عن كيفية ما يولد له، والوجه الذي يأتيه منه الولد، مع [١]- أن امرأته عاقر لا تلد من أول عمرها مع كبرها، ومع [٢] أنه قد كبر وعتا، أي: عَسَا عظمه ونحُل، ولم يبق فيه لقاح ولا جماع. والعرب تقول للعود إذا يبس: عتا يعتو عتيًّا وعتوًّا، وعسي يعسو عسوًّا وعسيًّا.
وقال مجاهد (٢٠): ﴿عتيًّا﴾ بمعني نحول العظم. وقال ابن عباس (٢١) وغيره: ﴿عتيًّا﴾ يعني الكبر. والظاهر أنَّه اخصّ من الكبر.
وقال ابن جرير (٢٢): حدثنا يعقوب، حدثنا هشيم، أخبرنا حصين، في عكرمة، عن ابن عباس قال: لقد علمت السنة كلها، غير أني لا أدري أكان رسول الله، ﷺ، يقرأ في الظهر والعصر أم لا، ولا أدري كيف كان يقرأ هذا الحرف: ﴿وقد بلغت من الكبر عتيًّا﴾ أو عسيًّا.
ورواه الإمام أحمد (٢٣) عن سريج [٣] بن النعمان. وأبو داود عن زياد بن أيوب، كلاهما عن هشيم، به.
﴿قال﴾ أي الملك مجيبًا لزكريا عما استعجب منه ﴿كذلك قال ربك هو عليّ
(٢٠) - أخرجه الطبري (١٦/ ٥١)، وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤/ ٤٦٨) إلي عبد بن حميد وابن المنذر، وابن أبي حاتم. (٢١) - أخرجه الطبري (١٦/ ٥١)، والحاكم (٢/ ٣٧٢) بنحوه، وسكت عليه، وضعفه الذهبي، وقال: قال أحمد بن حنبل: محمد بن زياد اليشكري الطحان كذاب خبيث يضع الحديث، وابن شجاع من ضعفاء المراوزة. (٢٢) - أخرجه الطبري (١٦/ ٥١). (٢٣) - أخرجه أحمد (١/ ٢٥٧، ٢٥٨)، وأبو داود في كتاب الصلاة، باب: القراءة في الظهر والعصر، حديث (٨٠٩) (١/ ٢١٤) طرفه الأول.