وَزْنًا﴾. ثم قال: تفرد به واصل مولى أبي عنبسة وعون بن عُمَارة، وليس بالحافظ ولم يتابع عليه.
وقد قال [ابن] جرير أيضًا (١٣٦): حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان عن الأعمش عن شمر [١] عن أبي يحيى، عن كعب قال: يؤتى يوم القيامة [برجل عظيم][٢] طويل، فلا يزن عند الله جناح بعوضة، اقرءوا: ﴿فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا﴾.
وقوله: ﴿ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا﴾، أي: إنما جازيناهم بهذا الجزاء جهنم؛ بسبب كفرهم، واتخاذهم آيات الله ورسله هزوًا، استهزءوا بهم وكذبوهم أشد التكذيب.
يخبر تعالى عن عباده السعداء، وهم الذين آمنوا بالله ورسله، وصدقوهم فيما [٣] جاءوا به بأن لهم جنات الفردوس.
قال مجاهد: الفردوس هو: البستان بالرومية.
وقال كعب والسدي والضحاك: هو البستان الذي فيه شجر الأعناب. وقال أبو أمامة: الفردوس: سرة الجنة.
وقال قتادة: الفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها. وقد روي هذا مرفوعًا من حديث سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، عن النبي ﷺ:"الفردوس: ربوة الجنة و [٤] أوسطها وأحسنها"(١٣٧).
(١٣٦) أخرجه ابن جرير في تفسيره - (١٦/ ٣٥). (١٣٧) أخرجه ابن جرير في تفسيره - (١٦/ ٣٨)، والطبراني في الكبير - (٦٨٨٦) (٧/ ٢٥٨)، وأبو نعيم في "صفة الجنة" - (١١) - (١/ ٣٨) من طريق سعيد بن بشير عن قتادة به. وهذا إسناد ضعيف، لضعف سعيد وعنعنة الحسن وقتادة، وتابع قتادة "إسماعيل بن مسلم عن الحسن به. أخرجه ابن جرير في تفسيره - (١٦/ ٣٨٦) وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٤/ ٤٥٧) إلى ابن أبي حاتم والبزار. وذكره الهيثمي في "المجمع (١٠/ ٤٠١) وقال: "رواه الطبراني والبزار باختصار وأحد أسانيد الطبراني وثقوا وفي بعضهم ضعف" وصححه الألباني في الصحيحة بشواهده (٢٠٠٣) (٥/ ٩)، حيث إن له شاهدًا من حديث أنس بن مالك وهو الآتي.