سبب قول موسى لفتاه -وهو يوشع بن نون- هذا الكلام أنه ذُكر له أن عبدًا من عباد الله بمجمع البحرين، عنده من العلم ما لم يحط [١] به موسى، فأحب الذهاب إليه، وقال لفتاه ذلك: ﴿لا أبرح﴾، [أي: لا أزال سائرًا][٢] ﴿حتى أبلغ مجمع البحرين﴾ أي: [لا أزال سائرًا حتى أبلغ][٣] هذا المكان الذي فيه مجمع البحرين، قال الفرزدق:
فما برحوا حتى تهادت نساؤهم … ببطحاء ذي قار عياب [٤] اللطائم
قال قتادة وغير واحد: وهما بكر فارس مما يلي المشرق، وبحر الروم مما [٥] يلي المغرب.
وقال محمد بن كعب القرظي: مجمع البحرين عند طنجة. يعني في أقصى بلاد المغرب. فالله أعلم.
وقوله: ﴿أو أمضي حقبًا﴾ أي: ولو أني أسير حقبًا من الزمان.
قال ابن جرير (٧٩)﵀: ذكر بعض أهل العلم بكلام العرب أن الحقب في لغة قيس: سنة. ثم روي عن عبد الله عمرو أنه قال: الحقب ثمانون سنة. وقال مجاهد: سبعون خريفًا. وقال عليَّ بن أبي طلحة: عن ابن عباس، قوله: ﴿أو أمضي حقبًا﴾،